وأما صار : فإن كانت ناقصة تكن للدلالة على تحوّل الموصوف عن صفته التى كان عليها إلى صفة أخرى (١) ، وإن كانت تامة ، تكن بمعنى انتقل (٢).
وآض ، فى تمامها ونقصانها بمنزلتها (٣).
وجاء وقعد فى المثل بمنزلة صار الناقصة.
وليس : لانتفاء الصفة عن الموصوف فى الحال (٤) إن كان الخبر مبهم الزّمان ، وإن كان مقيدا بزمان نفته على حسب تقييده.
وأما ما زال وما فتئ : فللدلالة على ملازمة الصفة للموصوف مذ كان قابلا لها (٥) على حسب ما قبلها.
وأما ما انفكّ وما برح : فإن كانتا ناقصتين ، فللدلالة ـ أيضا ـ على ملازمة الصفة
__________________
(١) م : وقولى : «وأما صار فإن كانت ناقصة تكن للدلالة على تحول الموصوف عن صفته التى كان عليها إلى صفة أخرى» مثال ذلك : صار زيد عالما ، أى : انتقل عن الجهل إلى العلم. أه.
(٢) م : وقولي : «وإن كانت تامة تكن بمعنى انتقل» مثال ذلك قوله : [من الطويل]
وصرنا إلى الحسنى ورقّ كلامنا |
|
...... البيت |
[ينظر البيت لامرىء القيس فى ديوانه ص ٣٢ ، وخزانة الأدب ٩ / ١٨٧ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٣٤١ ، ولسان العرب (روض) ، والمقتضب ١ / ٧٤ وبلا نسبة فى المحتسب ٢ / ٢٦٠ ، ويروى «فصرنا» بدلا من «وصرنا»].
أى : انتقلنا من المعاينة إلى ما يحس. أه.
(٣) م : وقولى : «وآض فى تمامها ونقصانها بمنزلتها» أى بمنزلة صار ، مثالها ناقصة قوله [من الرجز] :
آض لنا ماء وكان نارا
ومثالها تامة : آض زيد إلى الحق ، أى : رجع إليه. أه.
(٤) م : وقولى : «وليس لانتفاء الصفة عن الموصوف فى الحال» إلى آخره مثال ذلك : ليس زيد قائما ، ينبغى أن تحمل ذلك على نفى القيام عن زيد فى الحال ، ولا يجوز غير ذلك وليس ذلك بمنزلة قولك : زيد قائم ، فإنه وإن كان الأظهر فى القيام المخبر به عن زيد أن يكون حالا ، فإنه قد يجوز أن يراد به المضى والاستقبال ، ولا يجوز ذلك مع ليس ؛ بل يحمل على الحال لا غير فإن دخلت على مختص بزمان ، نفته على حسب اختصاصه ، فيقول : ليس زيد عالما غدا ، ومن كلامهم : ليس خلق الله مثله. أه.
(٥) م : وقولى : «وأما ما زال وما فتئ فللدلالة على ملازمة الصفة للموصوف مذ كان قابلا لها» مثال ذلك : ما زال زيد قائما ، وما فتئ قاعدا أى : إنه منذ قام أو قعد لم ينتقل عن ذلك. أه.