قوله [من الطويل] :
٨٤ ـ فهيهات هيهات العقيق وأهله |
|
وهيهات خلّ بالعقيق تواصله (١) |
وسرعان ، أى : سرع ، ووشكان ، أى : وشك ، ومن كلامهم : «سرعان ذى إهالة» (٢).
وليس شىء منها ينصب المفعول ؛ لأنّها لم توضع موضع أفعال متعدية.
* * *
__________________
(١) البيت : لجرير.
العقيق أصله كل ما شقه ماء السيل في الأرض فأنهره ووسعه فهو عقيق والجمع أعقه ، وعقائق.
وفي البيت شاهدان : أولهما قوله : «هيهات» ، وهو اسم فعل ماض بمعنى «بعد» ، وهو يعمل كما يعمل الفعل الماضي الذي بمعناه ، وثانيهما قوله : «هيهات هيهات العقيق» حيث تنازع عاملان ، وهما اسما الفعل : «هيهات» و «هيهات» معمولا واحدا ، وهو قوله : «العقيق» ، فأعمل الأول فيه ، وأعمل الثاني في ضميره.
ينظر : ديوانه ص ٩٦٥ ، والأشباه والنظائر ٨ / ١٣٣ ، والخصائص ٣ / ٤٢ ، والدرر ٥ / ٣٢٤ ، وشرح التصريح ١ / ٣١٨ ، ٢ / ١٩٩ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٤٣ ، وشرح المفصل ٤ / ٣٥ ، ولسان العرب (هيه) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٧ ، ٤ / ٣١١ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ١٩٣ ، ٤ / ٨٧ ، وسمط اللآلي ص ٣٦٩ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٠٠١ ، وشرح شذور الذهب ٥١٦ ، شرح قطر الندى ٢٥٦ ، همع الهوامع ٢ / ١١١.
(٢) قال في جمهرة الأمثال ١ / ٤٢٣ : يراد به : ما أسرع ما كان هذا الأمر! وأصله أن رجلا التقط شاة عجفاء ، فألقى بين يديها كلأ ، فرآها يسيل رغامها ، فظن أنه ودك ، فقال : «سرعان ذي إهالة» ، والإهالة : الودك ، وذي بمعنى هذه. وقد يقال : «وشكان» وهو مبنيّ على الفتح ، وموضع «ذي» رفع ، و «إهالة» تمييز ، والمعنى من إهالة.