ولذلك لا يجوز أن تقول : لأضربنّه يذهب أو يمكث.
وإن كان الفعل مضارعا : فإن دخل عليه حرف من الحروف المخلّصة للاستقبال ؛ كالسين ، وسوف ـ لم يجز أن يكون حالا ، وإن لم يدخل عليه حرف من الحروف التى لا تكون ما بعدها إلا مستقبلا ، فإن كان منفيا ، وكانت الجملة مشتملة على ضمير عائد على ذى الحال ـ جاز أن تأتى بالواو ، وألا تأتى بها.
وإن لم تكن مشتملة عليه ، فلا بدّ من الواو ، وإن كان مثبتا ، لم يكن بدّ من الضمير ، ولا يجوز دخول الواو إلا أن يشذّ ؛ فيحفظ ، ولا يقاس عليه نحو قولهم : «قمت وأصكّ عينه» ، أو فى ضرورة ؛ نحو قوله [من المتقارب] :
٩٤ ـ فلمّا خشيت أظافيرهم |
|
نجوت وأرهنهم مالكا (١) |
ولا يقضى العامل من المصادر ، ولا من ظروف الزمان ، ولا من ظروف المكان ، ولا من الأحوال الراجعة إلى ذى حال واحدة ، أزيد من شىء واحد ، إلا بحرف عطف ، إلا أن يكون أفعل التى للمفاضلة ، فإنّها تعمل فى ظرفين من الزمان أو المكان ، وفى حالين من ذى حال واحدة ؛ نحو قولك : أنت يوم الجمعة أحسن قائما منك يوم الخميس قاعدا ، فإن كان الحالان من ذوى حال ، جاز ذلك فى كل عامل ؛ نحو قولك : لقى عمرو زيدا مصعدا منحدرا ، إذا كان اللاقى مصعدا ، والملقى منحدرا ، وإن كان أحد الطرفين مشتملا علي الآخر ، جاز ذلك ـ أيضا ـ فى كل عامل ؛ نحو قولك / : لقيت زيدا يوم الجمعة غدوة ، فتنصب يوم الجمعة ، وغدوة بلقيت على أنهما ظرفان.
__________________
(١) البيت لعبد الله بن همام السلولي.
والشاهد فيه قوله : «وأرهنهم مالكا» حيث دخلت الواو على الجملة الواقعة حالا ، وهي مصدرة بمضارع ، وهذا قليل ، وقيل : إنه مؤوّل بأن الواو في التقدير داخلة على مبتدإ وتقديره : وأنا أرهنهم مالكا.
ينظر : إصلاح المنطق ص ٢٣١ ، ٢٤٩ ، وخزانة الأدب ٩ / ٣٦ ، والدرر ٤ / ١٥ ، والشعر والشعراء ٢ / ٦٥٥ ، ومعاهد التنصيص ١ / ٢٨٥ ، والمقاصد النحوية ٣ / ١٩٠ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ١٦٤ ، ورصف المباني ص ٤٢٠ ، وشرح الأشموني ١ / ٢٥٦ وشرح ابن عقيل ص ٣٤٠ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٤٦.