فوصل نضت لنوم بلام العلّة ، وإن كان مصدرا لما لم يكن مقارنا له فى الزمان ؛ لأنّ النّضو وقع ، والنوم فيما يستقبل.
نحو قوله [من الطويل] :
٩٩ ـ وإنّى لتعرونى لذكراك هزّة (١) |
|
كما انتفض العصفور بلّله القطر (٢) |
فالذكر مصدر ووصل إليه الفعل بلام العلّة ، لما كان فاعله المتكلّم ، وفاعل تعرو الهزّة.
فأمّا قول الأعشى [من السريع] :
١٠٠ ـ مدّت عليه الملك أطنابها |
|
كأس رنوناة وطرف طمر (٣) |
فليس الملك مفعولا من أجله ؛ بل مفعول به منصوب بمدّت ، وأطنابها بدل منه ، وأنّث حملا على معنى الخلافة.
__________________
(١) في أ: فترة.
(٢) البيت لأبي صخر الهذلي.
و «لتعروني» : لتأتيني وتأخذني ، أو : لترعدني
ذكر ذلك البغدادي في الخزانة وقال أيضا : الهزة (بالفتح) : الحركة ، يقال : هززت الشيء : إذا حركته أي : تأتيني وتأخذني حركة نتيجة للسرور الحاصل من الذكرى و «انتفض» : تحرك ، يقال : نفضت الثوب والشجر : إذا حركته ليسقط ما فيه.
وبله يبله بلّا إذا نداه بالماء ونحوه.
و «القطر» : المطر.
والشاهد فيه : «لذكراك» وهو مصدر ، وصل إليه الفعل بلام العلة ؛ لما كان فاعله المتكلم ، وفاعل تعرو «الهزة».
ينظر : الأغاني ٥ / ١٦٩ ، ١٧٠ ، الإنصاف ١ / ٢٥٣ ، وخزانة الأدب ٣ / ٢٥٤ ، ٢٥٥ ، ٢٥٧ ، ٢٦٠ ، والدرر ٣ / ٧٩ ، وشرح أشعار الهذليين ٢ / ٩٥٧ ، وشرح التصريح ١ / ٣٣٦ ، ولسان العرب (رمث) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٦٧ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧ / ٢٩ ، وأمالي ابن الحاجب ٢ / ٦٤٦ ، ٦٤٨ ، وأوضح المسالك ٢ / ٢٢٧ ، وشرح الأشموني ١ / ٢١٦ ، وشرح شذور الذهب ص ٢٩٨ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٦١ ، وشرح قطر الندي ص ٢٢٨ ، وشرح المفصل ٢ / ٦٧ ، وهمع الهوامع ١ / ١٩٤.
(٣) البيت لابن أحمر وليس للأعشى.
ينظر : ديوانه ص ٦٢ ، لسان العرب (ملك) ، (رنا) ، وتهذيب اللغة ١٥ / ٢٢٦ ، وجمهرة اللغة ص ١٢١٦ ، ومقاييس اللغة ٢ / ٤٤٣ ، ومجمل اللغة ٢ / ٤٢٣ ، وأساس البلاغة (رنو) ، وتاج العروس (ملك) ، (رنا) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٨٠٦.