وأمّا «ربّ» فلتقليل الشىء فى نفسه ؛ نحو قوله [من الطويل] :
١٤٤ ـ ألا ربّ مولود وليس له أب |
|
وذى ولد لم يلده أبوان (١) |
يعنى بالمولود : عيسى ، وبذى الولد : آدم ، صلوات الله عليهما.
أو تقليل نظيره ؛ وذلك فى المباهاة (٢) ، والافتخار ؛ نحو قوله [من الطويل] :
١٤٥ ـ فيا ربّ يوم قد لهوت وليلة |
|
بآنسة كأنّها خطّ تمثال (٣) |
كأنّه قال : الأيام التى لهوت فيها والليالى يقلّ وجود مثلها لغيرى ، وهى جواب كلام (٤) ملفوظ به ، أو مقدّر ؛ وكذلك تقع واو ربّ وفاؤها أول الكلام ؛ (٥) لأنّهما
__________________
(١) وفي البيت شاهدان : أولهما مجيء «رب» للتقليل ، فإن الشاعر أراد عيسى وآدم ، كما أراد القمر في البيت الذي يليه ، وهو :
وذي شامة سوداء في حر وجهه |
|
مجللة لا تنقضي بأوان |
وثانيهما قوله : «لم يلده» والأصل : لم يلده ، فسكن اللام للضرورة الشعرية ، فالتقى ساكنان ، فحرك الثاني بالفتح ؛ لأنه أخف.
ينظر البيت لرجل من أزد السراة في : شرح التصريح ٢ / ١٨ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٥٧ ، وشرح شواهد الشافية ص ٢٢ ، والكتاب ٢ / ٢٦٦ ، ٤ / ١١٥ ، وله أو لعمرو الجنبي في خزانة الأدب ٢ / ٣٨١ ، والدرر ١ / ١٧٣ ، ١٧٤ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣٩٨ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٥٤ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ١٩ ، وأوضح المسالك ٣ / ٥١ ، والجنى الداني ص ٤٤١ ، والخصائص ٢ / ٣٣٣ ، والدرر ٤ / ١١٩ ، ورصف المباني ص ١٨٩ وشرح الأشموني ٢ / ٢٩٨ ، وشرح المفصل ٤ / ٤٨ ، ٩ / ١٢٦ ، ومغني اللبيب ١ / ١٣٥ ، وهمع الهوامع ١ / ٥٤ ، ٢ / ٢٦.
(٢) في أ: المباهات.
(٣) البيت : لامرئ القيس.
آنسة : أي امرأة ذات أنس من غير ريبة وتأنس بحديثك.
خط تمثال : نقش صورة ، والتمثال : كل ما مثلته بشيء.
الشاهد فيه قوله : «فيا رب يوم» حيث أفادت «رب» تقليل النظير للافتخار.
ينظر : ديوانه ص ٢٩ خزانة الأدب ١ / ٦٤ والدرر ٤ / ١١٨ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢١٦ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣٤١ ومغني اللبيب ١ / ١٣٥.
(٤) في أ: الكلام.
(٥) م : وقولى : «وكذلك تقع واو رب وفاؤها أول الكلام» مثال ما جاءت فيه الواو أول الكلام قول رؤبة : [من الرجز]
وقاتم الأعماق خاوى المخترق
[البيت في ديوانه ص ١٠٤ ، والأشباه والنظائر ٢ / ٣٥ ، والأغانى ١٠ / ١٥٨