إظهاره ؛ لأنّ حرف النّداء صار عوضا منه.
وكذلك المنصوب على الاختصاص ، وهو على طريقة النّداء ، فلا يجىء أبدا إلا بعد ضمير متكلّم ، أو مخاطب ؛ نحو قولهم : «إنّا معشر العرب نفعل كذا» ، و «وبك الله نرجو الفضل» ، و «نحن العرب أقرى النّاس للضّيف».
التقدير : أعنى معشر العرب ، وأعنى العرب ، وأعنى الله ؛ وذلك أنّ الأول قد يتطرّق إليه لبس ما ؛ فيزال بذكر اسم معرفة ؛ ولذلك لا يؤتى فى هذا الباب بذكر اسم بالاسم النكرة ؛ لأنّه لا يزيل لبسا.
وهذا الباب شبيه بباب النّداء ؛ ألا ترى أنّ الظاهر وقع فيه موقع ضمير المتكلّم أو المخاطب ؛ كما وقع فى النداء.
ولا يقع فى غير ذلك من الأبواب لو قلت : «ضرب عمرو زيدا» ، وأنت تخاطب زيدا ، أو تخبر عن نفسك ، واسمك زيد لم يجز ، ولما أشبهه فيما ذكر ، وقعت فيه أىّ المختصّة بالنداء ؛ كقولهم : «اللهمّ اغفر لنا أيّتها العصابة».
وكذلك ما انتصب من الصّفات المقطوعة على المدح والشّتم ، والتّرحّم ؛ لأنّها صارت بدلا من : أمدح ، وأرحم ، وأذمّ.
وكذلك الاسم المشتغل عنه الفعل ؛ نحو قولك : «زيدا ضربته» ؛ لأنّ الفعل الظاهر الذى يفسّر المضمر صار عوضا منه ، ومن ذلك قولهم فى التحذير : «إيّاك والأسد» التقدير : إيّاك اتّق أن تتعرّض للأسد ، واتّق الأسد أن يهلكك ؛ نحو قولهم : «رأسك والحائط» ، و «رأسك والسّيف» ، و «إيّاك والشّرّ» ، و «إيّاى وأن يحذف أحدكم الأرنب» ، ومنه : «شأنك والحجّ» أى : الزم شأنك مع الحجّ ، و «امرأ ونفسه» أى : دع امرأ ونفسه ، و «أهلك واللّيل» أى : بادر أهلك واسبق الليل ، أى : بادرهم قبل الليل ، و «عذيرك» أى : أحضر عذرك ، أو عاذرك ، و «هذا ولا زعماتك» أى : ولا أتوهّم زعماتك ، و «كليهما وتمرا» أى : أعطنى ، و «كلّ شىء ولا / شتيمة حر» أى : ائت كلّ شىء ولا ترتكب شتيمة حر ، و «انتهوا خيرا لكم» أى : ائتوا خيرا لكم ، و «حسبك خيرا لك» ، و «وراءك أوسع لك» أى : اقصد خيرا لك ، واقصد أوسع لك ، و «من أنت زيدا» ، أى : تذكر زيدا ، و «أخذته بدرهم فصاعدا» ، أو «بدرهم