علىّ ألف درهم عرفا وأعرافا» ، و «الله أكبر دعوة الحقّ».
ومن ذلك قول الأحوص (١) [من الكامل] :
٢٠٣ ـ إنّى لأمنحك الصّدود وإنّنى |
|
قسما إليك مع الصّدود لأميل (٢) / |
ومنه : «صنع الله» ، و «وعد الله» ، و «كتاب الله» ، و «صبغة الله».
ومنه : «سبحان الله» ، و «ربحانه» ، و «معاذ الله» ، و «عمرك الله» ، و «قعدك الله».
ومنه : ما جاء من المصادر مثنى ولا يراد به ما يشفع الواحد ، وهو : «حنانيك» ، «ولبّيك» ، «وسعديك» ، «وهذاذيك» ، «ودواليك».
ومنه : ما كرّر من المصادر فى معنى الأمر ؛ فى نحو قولهم : «النّجاء النّجاء» ، و «ضربا ضربا».
جميع المصادر المذكورة فى هذا الباب ، لا يظهر الفعل الناصب لها ؛ لأنّها صارت عوضا منه ، وتقدر الفعل الناصب لها من لفظها ، فإن كانت العرب قد استعملت منه فعلا ، فحسن ، وإلا بنيت منه فعلا على القياس ؛ لأنّ جميع هذه المصادر مؤكدة لأفعالها المضمرة ، والمصدر المؤكد لا ينصبه إلا فعل من لفظه ؛ إذ التأكيد : إمّا لفظىّ ، وإمّا معنوىّ
فالمعنوىّ : بألفاظ محفوظة ، لا تتعدّى.
__________________
(١) الأحوص : عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم الأنصاري : من بني ضبيعة شاعر هجاء ، من طبقة جميل بن معمر ونصيب ، من سكان المدينة وفد على الوليد بن عبد الملك فأكرمه ولما بلغه عنه ما يسوء من سيرته نفاه إلى «دهلك» وهي جزيرة بين اليمن والحبشة وبقي بها حتى أطلقه يزيد بن عبد الملك ، فقدم دمشق وبقي بها حتى وفاته ، كان حماد الرواية يقدمه في النسيب على شعراء زمانه ولقب بالأحوص لضيق في مؤخر عينيه. له ديوان شعر وأخباره كثيرة ولابن بسام كتاب «أخبار الأحوص».
ينظر : الأعلام ٤ / ١١٦ ، الأغانى ٤ / ٤٠ ، ٥٨ ، الشعر والشعراء ٢٠٤ ، خزانة الأدب ١ / ٢٣٢ ، الموشح / ٢٣١.
(٢) الشاهد فيه : نصب «قسما» على المصدر المؤكد لما قبله من الكلام الدال على القسم.
ينظر : ديوانه ص ١٦٦ ، والأغاني ٢١ / ١١٠ ، وخزانة الأدب ٢ / ٤٨ ، ٨ / ٢٤٣ ، ٢٤٤ والزهرة ص ١٨١ ، وسمط اللآلي ص ٢٥٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٧٧ ، وشرح المفصل ١ / ١١٦ ، والكتاب ١ / ٣٨٠ ، وبلا نسبة في أمالي المرتضى ١ / ١٣٥ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٧٧ ، ٩ / ١٦٢ ، والمقتضب ٣ / ٢٣٣ ، ٢٦٧.