فإن كان : فإمّا أن يبقى بعد الحذف حرف واحد أو أزيد.
فإن بقى منه أزيد ، جاز فيه وجهان :
أحسنهما : إلحاق هاء السّكت ؛ نحو قولك : يا طلحه ، فى الوقف على لغة من رخّم ، واغزه ، وارمه ، واخشه.
والآخر السكون ؛ فتقول : يا طلح ، واغز ، وارم [واخش] (١).
ومن العرب من يلحق الهاء فى : اغز وبابه بعد ما يسكن الآخر ، ثم يحرّكه بالكسر لالتقائه ساكنا مع الهاء ، فيقول : اغزه ، بكسر الزاى.
حكى ذلك أبو الخطّاب (٢) عن العرب.
وإن لم يبق منه إلا حرف واحد :
فإن كان فعلا ، لم يجز فيه إلّا إلحاق الهاء ؛ نحو قولك : قه ، وإن كان اسما ؛ نحو : ما الاستفهاميّة إذا دخل عليها خافض : فإن كان الخافض حرفا ، جاز فيه وجهان :
أحسنهما : إلحاق هاء السّكت والآخر : التّسكين ؛ فتقول : بمه ، وبم.
وإن كان اسما ، لم يجز فيه إلا إلحاق الهاء ، فتقول : مثل مه ، ومجىء مه (٣).
وإن كان غير محذوف : فإمّا أن يكون آخره ساكنا أو متحرّكا :
فإن كان آخره ساكنا : فإن كان الساكن صحيحا ، أبقيته فى الوقف على ما كان عليه فى الوصل ؛ نحو : من ، وكم ، إلا أن يكون الساكن نون «إذن» ؛ فإنّك تبدل منها ألفا ، أو النون الخفيفة التى تلحق الأفعال للتأكيد ، فإنّك تبدل منها ألفا إن كان قبلها فتحة فتقول : اضربا ، وهل تضربا؟ فى الوقف على : اضربن ، وهل تضربن؟
وإن كان قبلها كسرة أو ضمّة حذفتها وزدتّ ما كنت حذفته بسببها ، فتقول فى
__________________
(١) سقط في ط.
(٢) أبو الخطاب ، عبد الحميد بن عبد المجيد ، مولى قيس بن ثعلبة ، الأخفش الأكبر : من كبار العلماء بالعربية. لقى الأعراب وأخذ عنهم ، وهو أول من فسّر الشعر تحت كل بيت ، وما كان الناس يعرفون ذلك قبله ، وإنما كانوا إذا فرغوا من القصيدة فسروها.
ينظر : بغية الوعاة / ٢٩٦ ، وإنباه الرواة ٢ / ١٥٧ ، الأعلام ٣ / ٢٨٨.
(٣) في ط زيادة : أولى.