ومن ذلك قول ابن كثوة [من البسيط] :
٣١٦ ـ ولّى نعام بنى صفوان زوزأة |
|
لمّا رأى أسدا فى الغاب قد وثبا (١) |
وأنشد الفرّاء [من الرجز] :
٣١٧ ـ يا دارمىّ بدكاديك البرق |
|
صبرا فقد هيّجت شوق المشتئق (٢) |
وأبدلت منها بقياس فى الوقف ؛ نحو حبلأ ، وقد تقدّم ذكره.
ومن الألف الزائدة بلزوم إذا وقعت بعد ألف جمع فى نحو رسائل ، ومن هذا القبيل : إبدالها من الياء والواو إذا وقعتا بعد ألف زائدة طرفا أو عينين فى اسم الفاعل المأخوذ من فعل معتلّ العين ؛ نحو : قائم ، وبائع ، وكساء ، ورداء ؛ لأنّ الهمزة ، إنّما أبدلت من الألف المبدلة من الياء والواو على حسب ما يقتضيه التصريف ، ومن هذا القبيل إبدالها من ألف التأنيث فى نحو : صحراء ؛ لوقوعها متطرّفة بعد ألف زائدة ؛ ولذلك إذا جمعوا قالوا : صحارى ، فلم تثبت الهمزة ؛ لزوال موجبها ، وهو الألف ؛ نحو قوله [من الهزج] :
٣١٨ ـ لقد أغدو على أشق |
|
ر يغتال الصّحاريّا (٣) |
__________________
(١) الشاهد فيه قوله : زوزأة والأصل : زوزاة ، فهمز الألف وحركها بالفتح لأنها حركة الألف فى الأصل.
ينظر : الخصائص ٣ / ١٤٥ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٩١ ، واللسان (نعم) ، (زوى) ، والممتع في التصريف / ٣٢٥ ، وهو بلا نسبة في المحتسب ١ / ٣١٠.
(٢) البيت لرؤبة بن العجاج ، وليس في ديوانه ، والشاهد فيه : قوله : المشتئق ، وأصله : المشتاق ، فقلب الألف همزة ، وحرّكه بالكسر ، لأن الألف بدل من واو مكسورة.
ويروى «سلمي» بدل «مي».
والدكاديك جمع الدكداك وهو الرمل المتلبد في الأرض لم يرتفع
ينظر : شرح شواهد الشافية ص ١٧٥ ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في الخصائص ٣ / ١٤٥ ، وسرّ صناعة الإعراب ص ٩١ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٢٥٠ ، ٣ / ٢٠٤ ولسان العرب ، (شوق) ، (دكك) ، (حول) ، والممتع في التصريف ١ / ٣٢٥.
(٣) البيت للوليد بن يزيد.
والشاهد فيه قوله : الصّحاريا في جمع الصّحراء. قال البغدادي : لمّا قلبت الألف بعد الراء ، في الجمع ، ياء ، قلبت الهمزة التي أصلها ألف التأنيث ياء أيضا ، وهذا أصل كلّ جمع لنحو : صحراء ، ثمّ يخفّف بحذف الياء الأولى ، فيصير صحاري بكسر الراء وتخفيف الياء مثل : مداري ، ويجوز أن تبدل الكسرة فتحة ، فتقلب الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، كما فعلوا في مدارى. وهذان الوجهان هما المستعملان ، والأول أصل متروك يوجد في الشعر.