١٩٠٤ ـ أصبحت لا أحمل السّلاح ولا |
|
أملك رأس البعير إن نفرا |
والذّئب أخشاه إن مررت به |
|
وحدي وأخشى الرّياح والمطرا (١) |
أي : وأخشى الذّئب ، والمعنى على حذف مضاف ، أي : قصصنا أخبارهم ، فيكون (قَدْ قَصَصْناهُمْ) لا محلّ له ؛ لأنه مفسّر لذلك العامل المضمر ، ويقوّي هذا الوجه قراءة أبيّ (٢): «ورسل» بالرفع في الموضعين ، والنصب هنا أرجح من الرفع ؛ لأن العطف على جملة فعلية ، وهي : (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً).
الثاني : أنه منصوب عطفا على معنى (أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ) ، أي : أرسلنا ونبّأنا نوحا ورسلا ، وعلى هذا فيكون (قَدْ قَصَصْناهُمْ) في محلّ نصب ؛ لأنه صفة ل «رسلا».
الثالث : أنه منصوب بإضمار فعل ، أي : وأرسلنا رسلا ؛ وذلك أنّ الآية نزلت رادّة على اليهود في إنكارهم إرسال الرسل ، وإنزال الوحي ، كما حكى الله عنهم في قوله : (ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام : ٩١] والجملة أيضا في محل الصفة.
وقيل : نصب على حذف حر الجرّ ، والتقدير : كما أوحينا إلى نوح ، وإلى رسل.
وقرأ (٣) أبيّ : «ورسل» بالرفع في الموضعين ، وفيه تخريجان.
أظهرهما : أنه مبتدأ وما بعده خبره ، وجاز الابتداء هنا بالنكرة ؛ لأحد شيئين : إمّا العطف ؛ كقوله : [البسيط]
١٩٠٥ ـ عندي اصطبار وشكوى عند قاتلتي |
|
فهل بأعجب من هذا امرؤ سمعا (٤) |
وإما التفصيل ؛ كقوله : [المتقارب]
١٩٠٦ ـ فأقبلت زحفا على الرّكبتين |
|
فثوب لبست وثوب أجر (٥) |
__________________
(١) البيتان للربيع بن ضبع ينظر : خزانة الأدب ٧ / ٣٨٤ ، ولسان العرب (ضمن) ، وأمالي المرتضى ١ / ٢٥٥ ، وحماسة البحتري ص ٢٠١ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٦ ، والكتاب ١ / ٨٩ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٩٨ ، والرد على النحاة ص ١١٤ ، وشرح المفصل ٧ / ١٠٥ ، والمحتسب ٢ / ٩٩ ، وأوضح المسالك ٣ / ١١٤. والأشباه والنظائر ٧ / ١٧٣.
(٢) ينظر : المحرر الوجيز ٢ / ١٣٧ ، والبحر المحيط ٣ / ٤١٤ ، والدر المصون ٢ / ٤١٥.
(٣) ينظر : القراءة السابقة.
(٤) ينظر البيت في الأشباه والنظائر ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٦٣ ، ومغني اللبيب ٢ / ٤٦٨ والدر المصون ٢ / ٤٦٥.
(٥) استشهد بالبيت على حذف عائد المخبر عنه ، بشرط كونه منصوبا بفعل لفظا ، نحو : فثوب نسيت وثوب أجر ، وفي البيت توجيهان آخران ذكرهما ابن هشام وأصلهما للأعلم : أحدهما : أن جملتي (نسيت ، أجر) ليستا خبرين ، بل هما نعتان للمبتدأين ، وخبراهما محذوفان ، والتقدير : فمن أثوابي ثوب منسي وثوب مجرور ، والتوجيه الثاني : أن الجملتين خبران ، ولكن هناك نعتان محذوفان والتقدير فثوب ـ