إيّابا» ، والأصل : أيوب يؤيوب إيوابا ك «بيطر يبيطر» ، فاجتمعت الواو والياء في جميع ذلك ، وسبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء المزيدة فيها ، ف «إيّاب» على هذا «فيعال».
وقيل : بل هو مصدر ل «أوّب» بزنة «فوعل» ك «حوقل» ، والأصل : «إوواب» بوواين ، الأولى : زائدة ، والثانية : عين الكلمة ، فسكنت الأولى بعد كسرة ، فقلبت ياء ، فصارت : «إيوابا» ، فاجتمعت ياء وواو ، وسبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت الواو ياء ، وأدغمت في الياء بعدها ، فوزنه «فيعال» ك «حيقال» ، والأصل : «حوقال».
وقيل : بل هو مصدر ل «أوّب» ، على وزن «فعول» ، ك «جهور» ، والأصل : «إوواب» على وزن «فعوال» ، ك «جهوار» ، والأولى عين الكلمة ، والثانية زائدة ، وفعل به ما فعل بما قبله من القلب والإدغام ، للعلل المتقدمة ، وهي مفهومة مما مرّ.
فإن قيل : الإدغام مانع من قلب الواو ياء.
قيل : إنما يمنع إذا كانت الواو والياء عينان ، وقد عرفت أن الياء في : «فيعل» ، والواو في «فوعل ، وفعول» زائدتان.
وقيل : بل هو مصدر ل «أوّب» بزنة : «فعّل» نحو : «كذّب كذّابا» ، والأصل : «إوّاب» قلبت الواو الأولى ياء لانكسار ما قبلها ، فقيل : «إيوابا».
قال الزمخشريّ (١) : كديوان في «دوّان» ، ثم فعل به ما فعل ب «سيّد وميّت» ، يعني أصله : سيود ، فقلبت وأدغم ، وإلى هذا نحا أبو الفضل أيضا.
إلّا أن أبا حيّان ردّ ما قالاه (٢) : بأنهم نصّوا على أن الواو الموضوعة على الإدغام وجاء ما قبلها مكسورا ، فلا تقلب الواو الأولى ياء لأجل الكسرة ، قال : ومثلوا بنفس «إوّاب» مصدر: «أوّب» مشددا ، وب «اخرواط» ، مصدر «اخروّط» قال : وأما تشبيه الزمخشري ب «ديوان» ، فليس بجيد ؛ لأنهم لم ينطقوا بها في الوضع مدغمة ، ولم يقولوا : «دوان» ، ولو لا الجمع على : «دواوين» لم يعلم أن أصل هذه الياء واو ، وقد نصوا على شذوذ : «ديوان» ، فلا يقاس عليه غيره.
قال شهاب الدين (٣) : أما كونهم لم ينطقوا ب «دوان» ، فلم يلزم منه رد ما قاله الزمخشري ، ونص النحاة على أن أصل «ديوان» : «دوّان» ، و «قيراط» : «قرّاط» بدليل الجمع على «دواوين وقراريط» ، وكونه شاذّا لا يقدح ؛ لأنه لم يذكره مقيسا عليه ، بل منظرا به.
__________________
(١) الكشاف ٤ / ٧٤٥.
(٢) البحر المحيط ٨ / ٤٦٠.
(٣) الدر المصون ٦ / ٥١٥.