تكبيرة إلى أن يختم القرآن ، ولا يصل آخر السورة بتكبيرة (١) ، بل يفصل بينهما بسكتة ، وكأن المعنى في ذلك أن الوحي تأخّر عن النبي صلىاللهعليهوسلم أياما ، فقال ناس من المشركين : قد ودعه صاحبه ، وقلاه ، فنزلت هذه السورة فقال : «الله أكبر».
قال مجاهد : قرأت على ابن عبّاس ، فأمرني به ، وأخبرني به عن أبيّ عن النبيصلىاللهعليهوسلم.
ولا يكبر في [رواية](٢) الباقين ، لأنها ذريعة إلى الزيادة في القرآن.
قال القرطبي (٣) : القرآن ثبت نقله بالتواتر سوره ، وآياته ، وحروفه بغير زيادة ، ولا نقصان ، وعلى هذا فالتكبير ليس بقرآن.
روى الثعلبي عن أبيّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة (وَالضُّحى) كان فيمن يرضاه الله تعالى لمحمد صلىاللهعليهوسلم أن يشفع له ، وكتب الله تعالى له من الحسنات بعدد كل يتيم وسائل» (٤). والله أعلم.
__________________
(١) أخرجه الحاكم (٣ / ٣٠٤) من طريق أبي الحسن البزي عن عكرمة بن سليمان عن إسماعيل بن قسطنطين عن عبد الله بن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب مرفوعا.
وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي فقال : البزي قد تكلم فيه. والحديث ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦٠٨) وزاد نسبته إلى ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.
(٢) في أ : قراءة.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ٢٠ / ٦٩.
(٤) تقدم تخريجه مرارا.