قال كعب الأحبار ـ رضي الله عنه ـ : لقد أنزل الله تعالى على محمد صلىاللهعليهوسلم آيتين ، أحصتا ما في التوراة والإنجيل والزبور والصحف : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)(١). [وكان النبي صلىاللهعليهوسلم يسمي هذه الآية الجامعة الفاذّة](٢).
روى مالك في «الموطأ» : أن مسكينا استطعم عائشة ـ رضي الله عنها ـ وبين يديها عنب ، فقالت لإنسان : خذ حبة وأعطه إياها ، فجعل ينظر إليها ويتعجب ، فقالت عائشة : أتعجب ، كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة (٣).
روى الترمذي عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ (إِذا زُلْزِلَتِ) عدلت له نصف القرآن ، ومن قرأ : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) عدلت له ثلث القرآن» (٤).
وعن علي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ (إِذا زُلْزِلَتِ) أربع مرّات ، كان كمن قرأ القرآن كلّه» (٥). والله أعلم.
__________________
(١) ينظر المصدر السابق.
(٢) سقط من : ب.
(٣) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦٤٩) ، وعزاه إلى مالك وابن سعد وعبد بن حميد.
(٤) أخرجه الترمذي (٥ / ١٥٢) ، كتاب : فضائل القرآن ، باب : ما جاء في إذا زلزلت من طريق الحسن بن مسلم بن صالح العجلي ثنا ثابت عن أنس به. وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ الحسن بن مسلم.
والحسن ذكره الحافظ في «التهذيب» (٢ / ٢٨٠) ، وقال : وهو شيخ مجهول له حديث واحد في فضل إذا زلزلت رواه عن ثابت البناني وعنه محمد بن موسى الحرشي أخرجه الترمذي واستغربه وكذا فعل الحاكم أبو أحمد وقال العقيلي بصري مجهول في النقل وحديثه غير محفوظ وقال الآجري عن أبي داود خفي علينا أمره وقال ابن حبان : ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات.
(٥) ذكره الحافظ ابن حجر في «تخريج الكشاف» (٤ / ٧٨٥) ، وقال أخرجه الثعلبي من حديث علي بإسناد أهل البيت ولكنه من رواية أبي القاسم الطائي وهو ساقط وشاهده عند ابن أبي شيبة والبزار من رواية سلمة بن وردان عن أنس مرفوعا بلفظ : «إذا زلزلت تعدل ربع القرآن».