أحدها : أنه من التقرّش ، وهو التجمّع ، سموا بذلك لاجتماعهم بعد تفرق ، قال : [الطويل]
٥٣١٦ ـ أبونا قصيّ كان يدعى مجمّعا |
|
به جمّع الله القبائل من فهر (١) |
والثاني : أنه من القرش : وهو الكسب ، كانت قريش تجارا ، يقال : قرش يقرش : أي : اكتسب.
والثالث : أنه من التفتيش ، يقال : قرش يقرش عني أي : فتش ، وكانت قريش يفتشون على ذوي الخلّات ، فيسدون خلّتهم.
قال الشاعر : [الخفيف]
٥٣١٧ ـ أيّها الشّامت المقرّش عنّا |
|
عند عمرو فهل له إبقاء (٢) |
والرابع : أن معاوية سأل ابن عباس لم سميت قريش قريشا؟.
فقال : لدابة في البحر يقال لها : القرش من أقوى دوابه ، تأكل ولا تؤكل ، وتعلو ولا تعلى(٣).
وأنشد قول تبع : [الخفيف]
٥٣١٨ ـ وقريش هي الّتي تسكن البح |
|
ر بها سمّيت قريش قريشا |
تأكل الرثّ والسّمين ولا تت |
|
رك فيها لذي جناحين ريشا |
هكذا في البلاد حيّ قريش |
|
يأكلون البلاد أكلا كميشا |
ولهم آخر الزّمان نبيّ |
|
يكثر القتل فيهم والخموشا (٤) |
ثم قريش : إما أن يكون مصغرا تصغير ترخيم ، فقيل : الأصل مقرش ، وقيل : قارش ، وإما أن يكون مصغرا من ثلاثي ، نحو : القرش ، وأجمعوا على صرفه هنا مرادا به الحي ، ولو أريد به القبيلة لامتنع من الصّرف ؛ كقوله : [الكامل]
٥٣١٩ ـ غلب المساميح الوليد سماحة |
|
وكفى قريش المعضلات وسادها (٥) |
قال سيبويه في معدّ ، وقريش ، وثقيف ، وكينونة : هذه للأحياء أكثر ، وإن جعلتها أسماء للقبائل ، فهو جائز حسن.
__________________
(١) البيت لمطرود الخزاعي ينظر اللسان (جمع) ، والقرطبي ٢٠ / ١٣٨ ، والدر المصون ٦ / ٥٧٢.
(٢) البيت للحارث بن حلزة ، ينظر القرطبي ٢٠ / ١٣٩ ، والبحر المحيط ٨ / ٥١٣ ، والدر المصون ٦ / ٥٧٢.
(٣) ينظر تفسير القرطبي (٢٠ / ١٣٩).
(٤) ينظر الخزانة ١ / ٩٨٠ ، والقرطبي ٢٠ / ٣٩ ، والبحر ٨ / ٢٥١٣ ، والدر المصون ٦ / ٥٧٣.
(٥) البيت لعدي بن الرقاع ينظر الكتاب ٢ / ١٦ ، والمقتضب ٣ / ٣٦٢ ، واللسان (قرش) ، والإنصاف ٢ / ٥٠٦ ، والبحر ٨ / ٥١٥ ، والدر المصون ٦ / ٥٧٣.