فيه أي تعقيد وتضييق ، ولعلّه لأجل ذلك ختمت الآية المباركة بنفي الضيق والحرج.
وفي الكافي بإسناده عن حريز ، عن زرارة قال : «قلت لأبي جعفر عليهالسلام : ألا تخبرني من أين علمت أنّ المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين؟ فضحك ثمّ قال : يا زرارة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ونزل به الكتاب عن الله تعالى ، لأنّ الله عزوجل يقول : (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) ، فعرفنا أنّ الوجه كلّه ينبغي أن يغسل ثمّ قال : (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) ، فوصل اليدين إلى المرفقين بالوجه ، فعرفنا أنّه ينبغي لهما أن يغسلا إلى المرفقين ، ثمّ فصل بين الكلام فقال : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) ، فعرفنا حين قال : برؤسكم ، أنّ المسح ببعض الرأس ، لمكان الباء ، ثمّ وصل الرجلين بالرأس ـ كما وصل بالوجه ـ فقال : (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) ، فعرفنا حين وصلهما بالرأس أنّ المسح على بعضهما ، ثمّ فسّره ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله للناس فضيعوه ، ثمّ قال : (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) ، فلما وضع الوضوء إن لم تجدوا ماء ، أثبت بعض الغسل مسحا ، لأنّه قال : (بِوُجُوهِكُمْ) ثمّ وصل بها (وَأَيْدِيَكُمْ) ، ثمّ قال : (مِنْهُ) ، أي : من ذلك التيمّم ، لأنّه علم أنّ ذلك أجمع لم يجر على الوجه ، لأنّه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكفّ ولا يعلق ببعضها ثمّ قال : (ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ) والحرج الضيق».
أقول : سؤال زرارة ـ مع جلالة قدره ، وأنّه من أجّلاء الأصحاب وأكابر الرواة ، وبه وبأمثاله حفظ الله الحقّ ، ولو لا هم لاندرست معالم الدين وأطفئت أنوار اليقين ـ لا موضوع له بعد فعل رسول الله صلىاللهعليهوآله والأئمة المعصومين عليهمالسلام ، ولعلّ ضحكه عليهالسلام تلويح إلى ذلك. وكيف كان فالإمام عليهالسلام استدلّ بالكتاب لجميع أجزاء الوضوء والتيمّم استدلالا وافيا غير قابل للشكّ.
وفي الكافي بإسناده عن محمد بن مسلم ، عن الصادق عليهالسلام قال : «الأذنان ليسا