تبارك وتعالى يوجب خلاصكم ونجواهم معه جلّ شأنه سبب لنجاتكم ، وفي الأثر : «من صلّى خلف مغفور ، غفر الله له» ، فطهّروا نفوسكم بالاقتداء بهم ، (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ) من غبار نعالهم وشمّروا لخدمتهم ، ففي الحديث قال صلىاللهعليهوآله لبلال : «ما صنعت يا بلال؟! سمعت دقّة نعليك قبل دخولي الجنّة ، فقال : ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم اتطهّر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلّا صلّيت بذلك الطهور» ، فسيروا على نهجهم وتمسّكوا بهم ، (وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) أي : اعتصموا بقوّة لهم ، لأنّهم حبل الله الأعظم ، بهم ينوّر الله تعالى قلوب العباد ، وبهم يخرجون الناس من الظلمات وترفع الحجب المهلكات ، (ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ) ، لأنّه تعالى يحبّ خلقه فلا يريد لهم الذلّة بالضيق في الحجاب ، (وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ) أي : ينقيكم من الشرك بالرقي إلى المقام الرفيع ، بالنيل إلى الإخلاص والفوز بالجزاء ، قال تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) ، والوصول إلى ساحة القرب بالوصال : (وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ) بكسر أنوار الهواية والاستقرار في الجنّة العالية ، (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) بعد هدايتكم للنعم الإلهيّة والأنوار الربانيّة والهبات السماويّة ، فاذكروا تلك النعم واشكروه حتّى يزيدكم من فضله ، (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) ، فلا تنسوا آلائه تعالى عليكم ، وما منّ عليكم بختم النبوّة في أشرف الكائنات وفخر الموجودات ، وبالولاية لسيّد الأوصياء الذي اصطفاه لحبّه واجتباه لحضرته ، (وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ) في ظهر آدم وعالم الميثاق ، أو الميثاق الذي أخذه نبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله حين بايعه المسلمون ، فعن أبي ذر (رضوان الله تعالى عليه) قال : «بايعني رسول الله صلىاللهعليهوآله خمسا وأوثقني سبعا وأشهد الله عليّ سبعا أن لا أخاف في الله لومة لائم» ، فهو (رضوان الله عليه) رفض الدنيا وهاجر إلى ربّه بعد ما مدّ يد البيعة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ودافع عن الحقّ والولاية بوحده ، حتّى عاش وحده زاهدا ومات وحده شهيدا ، وهاجر إلى ربّه مظلوما ، فسلام الله تعالى عليه حين أسلم وحين قام وقعد وحين رجع إلى