المغربيّة ، كما قال بعضهم.
وقيل : المراد منه الأمر بصلاة الظهر ، فإنّه نهاية النصف الأوّل من النهار وبداية النصف الأخير. وجمعه باعتبار النصفين ، أو لأنّ النهار جنس. أو المراد العصر ، وإعادتها لأنّها الوسطى عند الأكثر. وعلى هذا جمعه باعتبار أنّها أوقات العصر في النصف الأخير من النهار ، فيصدق على كلّ ساعة أنّها طرف. أو المراد التطوّع في أجزاء النهار. ومن حمل التسبيح على الظاهر ، أراد المداومة على التسبيح والتحميد على عموم الأوقات.
(لَعَلَّكَ تَرْضى) متعلّق بـ «سبّح» أي : سبّح في هذه الأوقات طمعا أن تنال عند الله ما به ترضى نفسك ، من الشفاعة والدرجة الرفيعة والمرتبة العليّة. وقيل : بجميع ما وعدك الله به ، من النصر وإعزاز الدين في الدنيا ، والشفاعة وسموّ المرتبة في العقبى.
وقرأ أبو بكر والكسائي بالبناء للمفعول ، أي : يرضيك ربّك.
روي عن أبي رافع : نزل برسول الله ضيف ، فبعثني إلى يهوديّ ، فقال : قل : إنّ رسول الله يقول : أقرضني كذا من الدقيق إلى هلال رجب. فأتيته فقلت له. فقال : والله لا أقرضه إلّا برهن. فأتيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبرته. فقال : والله لو أسلفني لقضيته ، وإنّي لأمين في السماء وأمين في الأرض ، اذهب بدرعي الحديد إليه. فأنزل الله تعالى على رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم تسلية له عن حطام الدنيا : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) أي : نظر عينيك (إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ) استحسانا له ، وتمنّيا أن يكون لك مثله ، فإنّ مدّ النظر هاهنا عبارة عن تطويله بحيث لا يكاد يردّه ، استحسانا للمنظور إليه وإعجابا به ، وتمنّيا أن يكون له ، كما فعل نظّارة قارون حين قالوا : (يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (١) حتّى واجههم أولوا العلم والإيمان بـ (وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) (٢).
__________________
(١ ، ٢) القصص : ٧٩ ـ ٨٠.