وقال ابن عباس : «دافق» لزج (١).
قوله : (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) ، أي : هذا الماء من بين الصلب ، أي : الظّهر وقرأ العامة : «يخرج» مبنيا للفاعل ، وابن أبي عبلة وابن مقسم (٢) : مبنيا للمفعول. وقرأ ـ أيضا (٣) ـ : وأهل «مكة» : «الصّلب» بضم الصاد واللام.
وقرأ اليماني (٤) : بفتحها ؛ ومنه قول العجّاج : [الرجز]
٥١٦٣ ـ في صلب مثل العنان المؤدم (٥)
[وفيه أربع لغات : «صلب ، وصلب ، وصلب ، وصالب ، ومنه قوله](٦) : [المنسرح]
٥١٦٤ ـ تنقل من صالب إلى رحم |
|
.......... (٧) |
والترائب : جمع تريبة ، وهي موضع القلادة من عظام الصّدر ؛ لأن الولد مخلوق من مائهما؛ فماء الرجل في صلبه ، وماء المرأة في ترائبها ، وهو معنى قوله تعالى : (مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) [الإنسان : ٢] ؛ وقال امرؤ القيس : [الطويل]
٥١٦٥ ـ مهفهفة بيضاء غير مفاضة |
|
ترائبها مصقولة كالسّجنجل (٨) |
وقال آخر : [الكامل]
٥١٦٦ ـ والزّعفران على ترائبها |
|
شرق به اللّبّات والنّحر (٩) |
__________________
(١) ذكره القرطبي في «تفسيره» (٢٠ / ٤) ، عن ابن عباس.
(٢) ينظر : البحر المحيط ٨ / ٤٤٩ ، والدر المصون ٦ / ٥٠٧.
(٣) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٤٦٥ ، والبحر المحيط ٨ / ٤٤٩ ، والدر المصون ٦ / ٥٠٧.
(٤) السابق.
(٥) عجز بيت وصدره :
ريّا العظام فخمة المخدم
ينظر اللسان (صلب) ، والقرطبي ١٩ / ٦ ، والبحر ٨ / ٤٤٩ ، والدر المصون ٦ / ٥٠٧.
(٦) في أما يلي :
وتقدمت لغاته في سورة «النساء» عند قوله تعالى : (الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ) وأعرفها صالب ، كقول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
(٧) تقدم.
(٨) ينظر ديوان امرىء القيس (١١٥) ، وشرح المعلقات للزرزني (٣٠) ، وإعراب القرآن ٥ / ٢٠٠ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣١٢ ، واللسان (ترب) ، والقرطبي ٢٠ / ٥ ، والبحر ٨ / ٤٤٧ ، والدر المصون ٦ / ٥٠٧.
(٩) هو للمخبل السعدي ، ينظر اللسان (ترب) ، والطبري ٣٠ / ٦٣ ، ومجمع البيان ١٠ / ٧١٤ ، والقرطبي ٢٠ / ٦ ، والبحر المحيط ٨ / ٤٤٧ ، والدر المصون ٦ / ٥٠٧.