قال ابن خالويه : هذا ما روي عن بعض العرب أنه يقف على آخر القوافي : بالتنوين ، وإن كان فعلا ، وإن كان فيه الألف واللام ؛ قال الشاعر : [الوافر]
٥١٨٩ ـ أقلّي اللّوم عاذل والعتابن |
|
وقولي إن أصبت لقد أصابن (١) |
يعني : هذا تنوين الترنّم ، وهو أن العربي إذا أراد ترك الترنّم ـ وهو : مدّ الصوت ـ نوّن الكلمة ، وإنما يكون في الروي المطلق.
وقد عاب بعضهم النحويين تنوين الترنم ، وقال : بل ينبغي أن يسموه بتنوين تركه ، ولهذا التنوين قسيم آخر ، يسمى : التنوين الغالي وهو ما يلحق الرويّ المقيد ؛ كقوله : [الرجز]
٥١٩٠ ـ خاوي المخترقن (٢)
على أن بعض العروضيين أنكروا وجوده ، ولهذين التنوينين أحكام مخالفة لحكم التنوين مذكورة في علم النحو.
والحاصل : أن هذا القارىء أجرى الفواصل مجرى القوافي ، وله نظائر منها : «الرّسولا ، والسّبيلا ، والظّنونا» «في الأحزاب ١٠ و ٦٦ و ٦٧» و «المتعال» في الرعد (٣) و «عشر» هنا.
قال الزمخشري (٤) : فإن قيل : فما بالها منكرة من بين ما أقسم به؟ قلت : لأنها ليال مخصوصة من نفس جنس الليالي العشر بعض منها ، أو مخصوصة بفضيلة ليست لغيرها ، فإن قلت : فهلا عرفت بلام العهد ؛ لأنها ليال معلومة معهودة؟.
قلت : لو فعل ذلك لم تستقل بمعنى الفضيلة الذي في التنكير ؛ ولأن الأحسن أن تكون الكلمات متجانسة ، ليكون الكلام أبعد من الإلغاز والتّعمية.
__________________
(١) البيت لجرير ينظر ديوانه ص ٨١٣ ، وخزانة الأدب ١ / ٦٩ ، ٣٣٨ ، ٣ / ١٥١ ، والخصائص ٢ / ٩٦ ، والدرر ٥ / ١٧٦ ، ٦ / ٢٣٣ ، ٣٠٩ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٤٩ ، وسر صناعة الإعراب ص ٤٧١ ، ٤٧٩ ، ٤٨٠ ، ٤٨١ ، ٤٩٣ ، ٥٠٣ ، ٥١٣ ، ٦٧٧ ، ٧٢٦ ، وشرح الأشموني ١ / ١٢ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٦٢ ، وشرح المفصل ٩ / ٢٩ ، والكتاب ٤ / ٢٠٥ ، ٢٠٨ ، والمقاصد النحوية ١ / ٩١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٨٠ ، ٢١٢ ، والإنصاف ص ٦٥٥ ، وجواهر الأدب ص ١٣٩ ، ١٤١ ، وأوضح المسالك ١ / ١٦ ، وخزانة الأدب ٧ / ٤٣٢ ، ١١ / ٣٧٤ ، ورصف المباني ص ٢٩ ، ٣٥٣ ، وشرح ابن عقيل ص ١٧ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٩٨ ، واللسان (خنا) ، والمنصف ١ / ٢٢٤ ، ٢ / ٧٩ ، ونوادر أبي زيد ص ١٢٧.
(٢) البيت لرؤبة بن العجاج وتمامه :
وقاتم الأعماق خاوي المخترقن
ينظر ديوانه ص ١٠٤ ، وابن يعيش ٢ / ١١٨ ، ٩ / ٢٩ ، ٣٤ ، والهمع ٢ / ٨٠ ، ٣٦ والضرائر ص ١٧ والأشموني ١ / ٣٢.
(٣) آية ٩.
(٣) آية ٩.
(٤) ينظر الكشاف ٤ / ٧٤٦.