٥٣٠٤ ـ .......... |
|
قد لفّها اللّيل بسوّاق حطم (١) |
وقال آخر : [الرجز]
٥٣٠٥ ـ إنّا حطمنا بالقضيب مصعبا |
|
يوم كسرنا أنفه ليغضبا (٢) |
حكى الماوردي عن الكلبي : أن الحطمة ، هي الطبقة السادسة من طبقات جهنم ، وحكي القشيريّ عنه : «الحطمة» الدرجة الثانية من درج النار (٣).
وقال الضحاك : وهي الدرك الرابع (٤).
وقال ابن زيد : اسم من أسماء جهنم (٥).
قوله : (وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ) ، على التعظيم لشأنها ، والتفخيم لأمرها ، ثم فسرها ما هي فقال : (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ) ، أي : هي نار الله التي أوقد عليها ألف عام ، حتى احمرت ، وألف عام حتى اسودّت ، وألف عام حتى ابيضّت.
قوله : (الَّتِي تَطَّلِعُ) يجوز أن تكون تابعة ل «نار الله» ، وأن تكون مقطوعة.
قال محمد بن كعب : تأكل النار جميع ما في أجسادهم ، حتى إذا بلغت إلى الفؤاد ، خلقوا خلقا جديدا ، فرجعت تأكلهم ، وكذلك روى خالد بن أبي عمران عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ النار تأكل أهلها ، حتى إذا طلعت على أفئدتهم انتهت ، ثمّ إذا صدروا تعود ، فذلك قوله تعالى : (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ)(٦). وخص الأفئدة ؛ لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه ، أي : أنه في حال من يموت ، وهم لا يموتون ، كما قال تعالى : (لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) [طه : ٧٤] فهم إذا أحياء ، في معنى الأموات.
وقيل : معنى (تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) أي : تعلم مقدار ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب ، وكذلك بما استبقاه الله ـ تعالى ـ من الأمارة الدّالة عليه ، ويقال : اطّلع فلان على كذا : أي : علمه ، [وقد قال تعالى : (تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى) [المعارج : ١٧].
__________________
(١) نسب البيت إلى رشيد بن رميض ، وللأغلب العجلي ، وللحطم القيسي ، ولأبي زغيبة الأنصاري ، ولأبي زغبة الخزرجي.
ينظر الأغاني ١٥ / ١٩٩ ، ٢٠٠ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٣٥٥ ، والحماسة الشجرية ١ / ١٤٤ ، وشرح المفصل ١ / ٩٢ ، والكتاب ٣ / ٢٢٣ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٨٦ ، واللسان (حطم) ، و(خفق) وأساس البلاغة ص ٨٨ (حطم) ، وجمهرة اللغة ص ٨٣ ، وسمط اللآلىء ص ٥٩ ، وشرح المفصل ٦ / ١١٢ ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٣٩ ، والمقتضب ١ / ٥٥ ، ٣ / ٣٢٣.
(٢) ينظر القرطبي ٢ / ١٢٦ ، والبحر ٨ / ٥٠٩ ، والدر المصون ٦ / ٥٦٩. وفتح القدير ٥ / ٤٩٤.
(٣) ذكره الماوردي في «تفسيره» (٦ / ٣٣٦) ، وينظر تفسير القرطبي (٢٠ / ١٢٦).
(٤) ينظر المصدر السابق.
(٥) ينظر المصدر السابق.
(٦) ذكره القرطبي في «تفسيره» (٢٠ / ١٢٦).