٥٠٢٤ ـ يطرحن كلّ معجل مشّاج |
|
لم يكس جلدا من دم أمشاج (١) |
وقال الهذليّ يصف السهم لهم بأنه قد نفذ في الرمية فالتطخ ريشه وفوقاه بدم يسير : [الوافر]
٥٠٢٥ ـ كأنّ الرّيش والفوقين منه |
|
خلاف النّصل سيط به مشيج (٢) |
ويقال : مشج يمشج مشجا إذا خلط ، فمشيج ك «خليط» ، وممشوج ك «مخلوط» انتهى.
فجوز أن يكون جمعا ل «مشيج» كعدل ، وقد تقدم أن الزمخشري منع من ذلك.
وقال الزمخشري : «ومشجه ومزجه بمعنى ، من نطفة قد امتزج فيها الماءان».
وقال القرطبي (٣) : ويقال : مشجت هذا بهذا أي : خلطته ، فهو ممشوج ومشيج ، مثل مخلواط وخليط ، وهو هنا اختلاط النطفة بالدم ، وهو دم الحيض (٤) ، وذلك أنّ المرأة إذا بلغت ماء الرجل وحبلت أمسك حيضها ، فاختلطت النّطفة بالدم.
وقال الفراء : أمشاج : اختلاط ماء الرجل وماء المرأة ، والدم والعلقة.
روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : الأمشاج في الحمرة ، والبياض في الحمرة (٥) ، وعنه أيضا قال : يختلط ماء الرجل وهو أبيض غليظ بماء المرأة وهو أصفر رقيق ، فيخلق منهما الولد فما كان من عصب وعظم وقوة فهو من ماء الرجل ، وما كان من دم ولحم وشعر فهو من ماء المرأة (٦).
قال القرطبي (٧) : «وقد روي هذا مرفوعا ؛ ذكره البزار».
وعن ابن مسعود : أمشاجها عروق المضغة (٨).
وقال مجاهد : نطفة الرجل بيضاء وحمراء ، ونطفة المرأة خضراء وصفراء (٩).
وقال ابن عباس : خلق من ألوان ، خلق من تراب ثم من ماء الفرج والرحم وهي نطفة ثم علقة ، ثم مضغة ثم عظم ثم لحم (١٠) ، ونحوه.
__________________
(١) ينظر ديوانه ص (٣٢) ، والطبري ٢٩ / ١٢٦ ، والبحر ٨ / ٣٨٤ ، والدر المصون ٦ / ٤٣٧.
(٢) ينظر ديوان الهذليين ٣ / ١٠٤ ، ومجاز القرآن ٢ / ٢٧٩ ، والطبري ٢٩ / ١٢٦ ، والبحر المحيط ٨ / ٣٨٤ ، والكامل ٢ / ٩١ ، والدر المصون ٦ / ٤٠٣.
(٣) ينظر الجامع لأحكام القرآن ١٩ / ٧٩.
(٤) في أ : الحيضة.
(٥) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٩ / ٧٩).
(٦) ذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ٤٢٦ ـ ٤٢٧) وينظر المصدر السابق.
(٧) ينظر الجامع لأحكام القرآن ١٩ / ٧٩.
(٨) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤٨١) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٩) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٣٥٥) عن مجاهد وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤٨٢) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(١٠) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٣٥٥).