قال بعض العلماء : يكره قطع القراءة لمكالمة أحد ، لأنّ كلام الله لا ينبغي أن يؤثر عليه كلام غيره (١) .
خامس عشرها : ترك الإفراط في مقدار القراءة ، على ما يظهر من جمله الأخبار.
عن الكليني رحمهالله بسنده عن محمّد بن عبد الله ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أقرأ القرآن في ليلة ؟ قال : « لا يعجبني أن تقرأه في أقلّ من شهر » (٢) .
وعن الحسين بن خالد ، عنه عليهالسلام قال : قلت له : في كم أقرأ القرآن ؟ فقال : « إقرأه أخماسا ، إقرأه أسباعا ، أما إنّ عندي مصحفا مجزّى أربعة عشر جزءا » (٣) .
عن عليّ بن أبي حمزة ، قال : سأل أبو بصير أبا عبد الله عليهالسلام وأنا حاضر ، فقال له : جعلت فداك ، أقرأ القرآن في ليلة ؟ فقال : « لا » . فقال : في ليلتين ؟ فقال : « لا » حتّى بلغ ستّ ليال ، فأشار بيده فقال : « ها » .
ثمّ قال [ أبو عبد الله عليهالسلام ] : « يا أبا محمّد ، إنّ من كان قبلكم من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآله كان يقرأ القرآن في شهر وأقلّ ، إنّ القرآن لا يقرأ هذرمة ، ولكن يرتّل ترتيلا ، إذا مررت بآية فيها ذكر النّار وقفت عندها وتعوذّت بالله من النّار » .
فقال له أبو بصير : أقرأ القرآن في رمضان في ليلة ؟ فقال : « لا » . فقال : ففي ليلتين ؟ فقال : « لا » . فقال : « ففي ثلاث ؟ » قال : « ها » وأومأ بيده « نعم ، شهر رمضان لا يشبهه شيء من الشّهور ، له حقّ وحرمة ، أكثر من الصّلاة ما استطعت » (٤) .
سادس عشرها : استشعار الرّقّة ، واللّين ، والوجل ، والدّمعة ، دون إظهار الغشية.
عن ( مصباح الشريعة ) عن الصادق عليهالسلام ، أنّه قال : « من قرأ القرآن ولم يخضع لله ، ولم يرقّ قلبه ، ولا ينشئ حزنا ووجلا في سرّه ، فقد استهان بعظم شأن الله ، وقد خسر خسرانا مبينا ، فقارئ القرآن يحتاج إلى ثلاثة أشياء : قلب خاشع ، وبدن فارغ ، وموضع خال » (٥) .
عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قلت : إنّ قوما إذا ذكرّوا شيئا من القرآن أو حدّثوا به ، صعق أحدهم حتّى ترى أنّ أحدهم لو قطعت يداه ورجلاه (٦) لم يشعر بذلك ؟ فقال عليهالسلام : « سبحان الله ! ذلك من الشّيطان ، ما بهذا نعتوا ، إنّما هو اللّين ، والرّقّة ، [ والدمعة ] والوجل » (٧).
__________________
(١) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٣٧٧.
(٢) الكافي ٢ : ٤٥١ / ١.
(٣) الكافي ٢ : ٤٥٢ / ٣. وفي النسخة : أربعة عشر أجزاء.
(٤) الكافي ٢ : ٤٥٢ / ٥.
(٥) مصباح الشريعة : ٢٨.
(٦) في الكافي : أو رجلاه.
(٧) الكافي ٢ : ٤٥١ / ١.