والكرامات الدنيويّة ، بل يجب قتله عند الظّفر به.
﴿وَ﴾ في ﴿الْآخِرَةِ﴾ فإنّهم لا يثابون عليها فيفوتهم ثوابها في الدّارين ، وفيه دلالة على اشتراط حبط الأعمال ، وثوابها ، والخلود في النّار ، بالموت على الكفر.
﴿وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ﴾ وملازموها ﴿هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ لا مناص ولا خلاص لهم منها أبدا.
ثمّ روي أنّه قال عبد الله بن جحش : يا رسول الله ، هب أنّه لا عقاب علينا فيما فعلنا ، فهل نطمع منه أجرا وثوابا ؟ فأنزل الله تعالى (١)﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾
وقيل : إنّه قال قوم : إنّ أصحاب السّريّة إن سلموا من الإثم فلا أجر لهم ، فنزلت : (٢)﴿وَالَّذِينَ هاجَرُوا﴾ من أوطانهم طلب صحبة الرّسول صلىاللهعليهوآله ﴿وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ وطلب مرضاته - وفي ذكر الأوصاف إيماء إلى عبد الله وأصحابه حيث إنّهم كانوا مؤمنين مهاجرين مجاهدين - ﴿أُولئِكَ يَرْجُونَ﴾ بأعمالهم الصّالحة ﴿رَحْمَتَ اللهِ﴾ وثوابه. والتّعبير بالرّجاء لأنّ المؤمن لا يزال في خوف ورجاء ، ولا يقطع بالفلاح إلّا عند الاحتضار.
﴿وَاللهُ غَفُورٌ﴾ لزلّات المؤمنين ﴿رَحِيمٌ﴾ بهم بإجزال الأجر.
﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ
مِنْ نَفْعِهِما وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ
لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (٢١٩) فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ
خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللهُ
لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٢٠)﴾
والسؤال الرابع من المسلمين ، ما بيّنه الله بقوله : ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ﴾ وعن حكم شرب المسكر ، أحلال شربه أم حرام ؟
قيل : نزلت في الخمر أربع آيات ، نزلت بمكّة آية ﴿وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً﴾(٣) فطفق المسلمون يشربونها ، ثمّ إنّ جمعا من الصّحابة قالوا : أفتنا يا رسول الله في الخمر ، فإنّها مذهبة للعقل ؟ فنزلت هذه الآية ، فشربها قوم وتركها آخرون ، ثمّ دعا عبد الرحمن بن
__________________
(١) تفسير الرازي ٦ : ٣٩.
(٢) مجمع البيان ٢ : ٥٥٣ ، تفسير البيضاوي ١ : ١١٨.
(٣) النحل : ١٦ / ٦٧.