الأرض ، والدّخان ، ورفع القرآن ، والخسف ، وطلوع الشمس من مغربها ، وغلق باب التوبة ، وأحوال البعث من النّفخات الثلاث : نفخة الفزع ، ونفخة الصّعق ، ونفخة القيام ، والحشر والنشر وأهوال الموقف ، وشدّة حرّ الشّمس ، وظلّ العرش ، والميزان ، والحوض ، والصراط ، والحساب لقوم ونجاة آخرين منه ، وشهادة الأعضاء ، وإيتاء الكتب بالأيمان والشمائل وخلف الظهر ، والشفاعة والمقام المحمود ، والجنّة وأبوابها ، وما فيها من الأنهار والأشجار والأثمار والحليّ والأواني والقصور والحور والدّرجات ومقام الرضوان ، والتجلّيات الإلهيّة ، والنار وأبوابها وما فيها من الأودية والسلاسل والأغلال وأنواع العقارب وألوان العذاب والزقّوم والضريع والحميم.
وفيه جميع أسمائه تعالى الحسنى كما ورد في حديث (١) ، وجملة أسماء النبيّ صلىاللهعليهوآله.
وفيه شعب الإيمان ، ومقامات المتّقين ، وشرائع الاسلام ، وأنواع الكبائر ، وكثير من الصغائر ، وغير ذلك من العلوم.
وقد أفرد جمع من العلماء كتبا فيما تضمّنه القرآن. والظاهر أنّ جميع ما تضمّنه ظاهر الكتاب تحت ثلاثة عناوين :
التوحيد : ويدخل فيه معرفة الله بصفاته وأفعاله ، ومعرفة أنبيائه ومخلوقاته.
والتذكير : وفيه قصص الأمم الماضية ، والمعاد ، والوعد ، والوعيد ، والجنّة ، والنار.
والأحكام : من العمليّات والأخلاقيّات.
قيل : ولذلك ورد أنّ الفاتحة أمّ القرآن لأنّ فيها الأقسام الثلاثة ، وسورة الإخلاص ثلثه لأنّ فيها التّوحيد كلّه ، فهل يأتي بمثل هذا الكتاب غير النبيّ صلىاللهعليهوآله ؟ وهل يكون الغرض من بعث النبيّ صلىاللهعليهوآله إلّا تكميل النفوس بمعرفة المبدأ والمعاد والحكمة النظريّة والحكمة العمليّة من العبادات والمعاملات والسياسات والأخلاق وتربية النفوس بالقيام بها ؟ وهل يقاس القرآن بسائر الكتب السماويّة التي ليس فيها عشر ما في القرآن من العلوم والحكم ؟ فإن كان سائر الكتب السماويّة من عند الله ومنتسبا إلى الله ، فهذا الكتاب الكريم أحقّ وأولى بالانتساب منها ، فإنّ جميع ما ذكرنا فهو ظاهره ، وأما باطنه فبحر لا ينزف ﴿وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ﴾(٢) .
__________________
(١) راجع التوحيد للصدوق : ١٩٤ / ٨.
(٢) لقمان : ٣١ / ٢٧.