بغير أكل ولا رزق ولا مدّة ؟ فقال له عيسى : بأكل ورزق ومدّة ، وتعمّر عشرين سنة ، وتزوّج ويولد لك. قال : نعم [ إذا ] قال : فدفعه عيسى إلى امّه ، فعاش عشرين سنة ، [ وتزوّج ] وولد له » (١).
نقل أنّه كان يحيي الموتى ب ( يا حيّ ويا قيّوم ) (٢) .
في إحياء خاتم النبيين جمعا من الأموات
ثمّ اعلم أنّه كان لنبيّنا صلىاللهعليهوآله هذه المعجزة ، روي في ( الاحتجاج ) : عن الحسين بن علي عليهماالسلام (٣) ، وفي ( التوحيد ) : عن الرضا عليهالسلام ، في حديث : « لقد اجتمعت قريش إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فسألوه أن يحيي لهم موتاهم ، فوجّه معهم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال له : أذهب إلى الجبّانة (٤) ، فناد بأسماء هؤلاء الرّهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك : يا فلان ، [ ويا فلان و] يا فلان ، يقول لكم محمّد [ رسول الله ] صلىاللهعليهوآله : قوموا بإذن الله ، فقاموا ينفضون التّراب عن رؤوسهم ، وأقبلت قريش تسألهم عن امورهم ، ثمّ أخبروهم أنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله قد بعث نبيّا ، وقالوا : وددنا أنّا كنّا أدركناه ، فنؤمن به » الخبر.
ومن المعلوم أنّ هذا الإحياء أعجب من إحياء عيسى عليهالسلام بمراتب.
وروي عنهم عليهمالسلام أنّه صلىاللهعليهوآله أبرأ الأكمه والأبرص والمجانين ، وكلّمه البهائم والطير [ والجنّ ] والشياطين (٥) .
ثمّ أخبر الله بأعظم معجزاته الباهرة ، وهو إخباره بالمغيّبات ، بقوله : ﴿وَأُنَبِّئُكُمْ﴾ واخبركم ﴿بِما تَأْكُلُونَ﴾ من أنواع المأكولات ﴿وَما تَدَّخِرُونَ﴾ من شيء ، وتخفونه من متاع ﴿فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ﴾ المذكور من الخوارق للعادات ﴿لَآيَةً﴾ عظيمة ودليلا واضحا ﴿لَكُمْ﴾ على صدق دعواي ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ بآية من الآيات.
عن القمّي : عن الباقر عليهالسلام : « أنّ عيسى عليهالسلام كان يقول لبني إسرائيل : إنّي رسول الله إليكم ، وإنّي ﴿أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ﴾ والأكمه : هو الأعمى ، قالوا : ما نرى الذي تصنع إلّا سحرا ، فأرنا آية نعلم أنّك صادق ، قال : ارأيتكم إن أخبرتكم ﴿بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ﴾ يقول : ما أكلتم في بيوتكم قبل أن تخرجوا ، وما
__________________
(١) الكافي ٨ : ٣٣٧ / ٥٣٢ ، تفسير العياشي ١ : ٣٠٨ / ٦٩٠ ، تفسير الصافي ١ : ٣١٣.
(٢) تفسير روح البيان ١ : ٤٠٠.
(٣) كذا في تفسير الصافي ١ : ٣١٤ أيضا ، والحديث الآتي مرويّ في الاحتجاج عن الامام الرضا عليهالسلام.
(٤) الجبّانة : المقبرة.
(٥) التوحيد : ٤٢٣ / ١ ، الاحتجاج : ٤١٩ ، تفسير الصافي ١ : ٣١٤.