فقلت : يا رسول الله ، سمّهم لي. فقال : ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسن عليهالسلام - ثمّ ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسين عليهالسلام - ثمّ ابن لي (١) يقال له عليّ ، وسيولد في حياتك فأقرأه منّي السّلام ، ثمّ تكملة اثني عشر من ولده » (٢) .
فقلت له : بأبي أنت وامّي ، سمّهم لي. فسمّاهم رجلا رجلا. فقال : « فيهم والله - يا أخا بني هلال - مهديّ امّه محمّد ، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، والله إنّي لأعرف من يبايعه بين الركن والمقام ، وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم » (٣) .
وفيه ، بإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « ما يستطيع أحد أن يدّعي [ أنّ ] عنده جميع القرآن كلّه ، ظاهره وباطنه غير الأوصياء » (٤) .
وبإسناده ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : ﴿بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾(٥) قال : « هم الأئمّة عليهمالسلام » (٦) .
وفي ( العلل ) بإسناده ، عنه عليهالسلام أنّه قال لأبي حنيفة : « أنت فقيه أهل العراق ؟ » قال : نعم. قال : « فبم تفتيهم ؟ » قال : بكتاب الله وسنّة نبيّه.
قال : « يا أبا حنيفة ، تعرف كتاب الله حقّ معرفته ، وتعرف الناسخ والمنسوخ ؟ » . فقال : نعم.
فقال : « يا أبا حنيفة ، لقد ادّعيت علما ، ويلك ما جعل الله ذلك إلّا عند أهل الكتاب الّذين أنزله عليهم ، ويلك ولا هو إلّا عند الخاصّ من ذرّيّة نبيّنا ، وما أراك تعرف (٧) من كتابه حرفا ، فإن كنت كما تقول ، ولست كما تقول ، فأخبرني عن قول الله تعالى : ﴿سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ﴾(٨) أين ذلك من الأرض ؟ » قال : أحسبه ما بين مكّة والمدينة.
فالتفت أبو عبد الله عليهالسلام إلى أصحابه ، فقال : « تعلمون أنّ النّاس يقطع عليهم ما بين المدينة ومكّة فتؤخذ أموالهم ، ولا يأمنون على أنفسهم ، ويقتلون ؟ » قالوا : نعم. فسكت أبو حنيفة.
فقال : « يا أبا حنيفة ، أخبرني عن قول الله عزوجل : ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً﴾(٩) أين ذلك من الأرض ؟ » قال : الكعبة. قال : « أفتعلم أنّ الحجّاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في
__________________
(١) في العياشي : له.
(٢) في العياشي : من ولد محمّد صلىاللهعليهوآله.
(٣) تفسير العياشي ١ : ٩١ / ٥٢.
(٤) الكافي ١ : ١٧٨ / ٢. (٥) العنكبوت : ٢٩ / ٤٩.
(٦) الكافي ١ : ١٦٧ / ٢.
(٧) في المصدر : ما ورثك الله.
(٨) سبأ : ٣٤ / ١٨.
(٩) آل عمران : ٣ / ٩٧.