ونقل عن الخليل : إنّه وجه الأرض (١) ، وكذا عن الزجاج (٢) ، وحكاه ثعلب عن ابن الأعرابي (٣) ، وقد ذكرت ما لا بد منه في حاشية الروضة.
والذي ينبغي ذكره هنا أنّ الأولى الاستدلال على ( أنّ الصعيد التراب ) (٤) بخبر زرارة السابق في باب مقدار ما يمسح الرأس ، حيث قال فيه : « ثم قال ( فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) إلى أن قال : « « منه » أي من ذلك التيمم ، لأنّه علم أنّ ذلك لا يجزي على الوجه ، لأنّه يعلق من ذلك ببعض الكف ولا يعلق ببعضها » ولم أر الآن من تعرّض للاستدلال بالخبر ، وهو أسلم من الشبهات الواردة على الاستدلال بكلام أهل اللغة (٥) ، فتأمّل.
قوله :
فأما ما رواه الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن ابن بكير. عن عبيد بن زرارة قال : سألت أبا عبد الله ٧ عن الدقيق يتوضّأ به قال : « لا بأس بأن يتوضّأ به وينتفع به ».
فالوجه في قوله « لا بأس بأن يتوضّأ به » إنّما أراد به الوضوء الذي هو التحسين وتدلك الجسد به دون الوضوء للصلاة ، والذي يكشف عن ذلك :
ما أخبرني به الشيخ ; عن أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد ابن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ،
__________________
(١) العين ١ : ٢٩٠ ( صعد ).
(٢) نقله عنه في مجمع البيان ٢ : ٥٢ وفي المصباح المنير : ٣٤٠.
(٣) الحبل المتين : ٩٠ ، المدارك ٢ : ١٩٧.
(٤) بدل ما بين القوسين في « فض » : ذلك.
(٥) في « رض » و « د » زيادة : كما يعلم مما أشرنا إليه.