على أنّ ما ورد في قضيّة النبي ٦ يشكل بما رواه الشيخ في التهذيب عن الصفار ، عن محمّد بن عيسى ، عن القاسم الصيقل قال : كتبت إليه : جعلت فداك ، هل اغتسل أمير المؤمنين ٧ حين غسّل رسول الله ٦ عند موته؟ فأجابه : « النبي ٦ طاهر مطهّر ، ولكن أمير المؤمنين ٧ فعل وجرت به السنّة » (١).
فإنّ هذا الحديث كما ترى يدل على خلاف ما ذكره الشيخ من التأويل ؛ إلاّ أنّ يقال : إنّه لتعليم الناس ؛ وحينئذٍ يكون المستحب في غُسل الميت زيادة الماء القدر المذكور في الرواية ، لا مطلق الكثرة كما قاله الشيخ ، على أنّ خصوص بئر غرس ربما كان له نوع مدخلية.
اللغة :
غرس : بالغين المعجمة والراء المهملة نصّ عليه في القاموس ، وقال : بئر غرس في المدينة ، ومنه الحديث : « غرس من عيون الجنة » (٢) كذا قاله شيخنا أيّده الله في فوائد الكتاب. وفيه دلالة على خصوصية بئر غرس كما لا يخفى.
قوله :
باب جواز غسل الرجل امرأته والمرأة زوجها.
أخبرني الشيخ ; عن أبي القاسم جعفر بن محمّد ، عن
__________________
(١) التهذيب ١ : ٤٦٩ / ١٥٤١ ، الوسائل ٣ : ٢٩١ أبواب غسل المس ب ١ ح ٧ وفيهما بتفاوت يسير.
(٢) القاموس المحيط ٢ : ٢٤٣.