وقال أصحاب الطبائع بالإحالة والاستحالات وانحراف الأمزجة مما يتناول من المطعومات والمشروبات والأهوية والحركات وكل هؤلاء أرشدك الله خارجون عن فرق الإسلام فكيف الاختلاف في هذه المسألة ضمن المسلمين من الزيدية.
وأما ما ذكره من الفرق بين القصد والفطرة ، فالفطرة إخراج الشيء من العدم إلى الوجود وأصله الخروج ومنه فطر ناب البعير إذا خرج فكبر فصار للفعل على حال لا فرق بين فطر وخلق ، فاطر السماوات والأرض خالقها ، وفطر إذا شق ، والفطور الشقوق ، و (هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ) [الملك : ٣] ، أي من شقوق ، ولا يفطر إلا ما قصد ومعنى القصد والإرادة واحد ، وقول من انتسب إلى الزيدية في زماننا هذا وما قبله أن معنى فطر خلق بغير قصد ولا إرادة لا يستقيم لأنه يجوز أن يقع من فعله ما لا يريد وقوعه وإن كره سببه فكراهة السبب لا تؤثر في الفعل وإلا دقت عليهم المسألة فلوثوا وجه الحكمة بغير بينة وقد قال تعالى: (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) [الحديد : ٢٢ ، ٢٣].
المسألة السابعة [في العوض]
وسألت عن العوض هل يكون من الله للإنسان على ما يصيبه من الآلام أم على الصبر؟
اعلم أيدك الله : أن العوض على الآلام لأنه في مقابلة فعل الله سبحانه وهو الألم والصبر فعل للعبد في مقابلته الثواب وإنما قلنا بالعوض لأن الألم شاق فلولا [٤٨٦] العوض لكان ظلما ولا بد فيه من الاعتبار ليخرج عن