قال أرشده الله :
المسألة الأولى في كرسي الله وعرشه؟
الجواب عن ذلك : أن الكرسي والعرش خلقان من خلق الله عظيمان ، جاء في الحديث عن رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «الكرسي في جنب العرش كحلقة ملقاة في فلاة ، والسماوات والأرض في جنب الكرسي كالكرسي في جنب العرش» وقد قال تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) [البقرة : ٢٥٥] ، وقال تعالى : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) [طه : ٥] ، معنى استوى استولى [٤٨١] ، فإذا استولى على هذا الأمر العظيم فما دونه أقرب إلى الاستيلاء والاستظهار وقد قيل : إن العرش الملك ، والكرسي العلم وذلك شائع في اللغة العربية وله شواهد وميلنا إلى الاختصار ولا هو مناف للمعنى الأول ، وليس علينا في ذلك تكليف إلا ما ورد به السمع.
المسألة الثانية في الصراط والميزان؟
الجواب عن ذلك : أن الصراط في الأصل هو الطريق فجاء في الحديث عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم «إن الصراط جسر موضوع بين الجنة والنار جعله الله علامة لكرامة المؤمنين ومقدمة لعقوبة الفاسقين يضيقه الله على المجرمين حتى تدحض عنه أقدامهم ويكون كحد السيف ، ويوسعه على المؤمنين فيكون عن يمين المؤمن ثمانية أذرع وعن يساره ثمانية أذرع ويجوز الناس على قدر منازلهم في الثواب ومنزلتهم عند الله سبحانه في البطء والسرعة» وهو قول عظيم ، نسأل الله أن يثبت أقدامنا ونسقى من حوض نبيه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.