صاحب الأرض إن أردت الخروج بنفسك واختاره سلمت إلي الدين ، والعمل فيما اشتغلت من أرضي فهو يلزمك لي كراه فإن لم يلزمك كان منك تبرعا ، وفعل الخبير له ذلك هل يصح له شيء من ذلك أم لا؟
الجواب عن ذلك : أن أخذه للكراء الفاسد عندنا قبل الحكم أخذ صحيح لمكان الخلاف ، وما قاله عند إرادة إخراجه لا يصح بمجرد القول منه وإنما يصح بالحكم ، فإذا حكم عليه الحاكم حكم له بأجرة العمل الباقي ، ولزم صاحب الأرض بكرا أرضه في العمل الذي أخذ فيه الأجرة الفاسدة عندنا لا يلزمه ، وهو صحيح عند أخذه لما أخذ من الكرى الفاسد عندنا ، وليس له بعد فراغ الغلة والقسمة أن يلزمه في كرا الأرض ، وللعامل أن يلزمه فيما بقي ، وليس بمتبرع لأنه عمل بالأجرة فسواء كانت صحيحة أو فاسدة.
الثامن والأربعون [في المخابرة]
قالوا أيدهم الله تعالى : ما ترى في صاحب الأرض إذا قال للخبير : إما أصلحت ما في أرضي من خراب ، وإما سلمت إليك ما كان لك فيها من غرس وزرع وخسارة ، وغدوت منها. وأبى ذلك الخبير وقال لصاحب الأرض : إما تكريني استوفي مصلحتي التي في أرضك ، وإما أعطيتني قيمة ما هو لي وخرجت. أو قال الخبير : ما أخرج حتى أستوفي مصلحتي ، ولا أصلح أرضك ، ولا أخذ القيمة والمخابرة فاسدة؟
الجواب عن ذلك وبالله التوفيق : أن الخراب الذي في الأرض على وجهين : منه ما يتعلق بالمخابرة إصلاحه ، ومنه ما لا يتعلق به ؛ فالذي يتعلق به إصلاحه هو ما يقوم به الزرع والغرس من الزرب للجرب والسواقي المعتادة