والثاني : ما ذكر صلىاللهعليهوآلهوسلم أنها خلقت من الشياطين ، والشيطان عند العرب الشرير من كل شيء ، مأخوذ من الشطون وهو البعد من الخير ، معنى أن ما ضرهم من الأزمنة سموه شيطانا ، قال راجزهم :
ما ليلة القفر وفي الأخرى الهرير |
|
إلا شيطان يدعى بها القوم دعاء الضمان |
وشرة الإبل ظاهرة ، وعدوها معد معروف ، وكم لها من قتيل وجريح صالت عليه لغير سبب إلا ما فيها من الشرة فخشي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يحدث منها ما يؤذي المصلي فيقطع الصلاة أو ينشغل ، وعبد الله بن معقل بعين غير معجمة وقاف معجمة ، ومعقل في العرب كثير شائع جدا ، فأما خبر ابن السحيم فهو عبد الله بن معقل المزني ظاهر حاله ونسبه ، ولم نتمكن من بحث المخبرين والتفتيش عن أنسابهم للشغل ، إلا أن صاحب خبر العطن المغفل كما قدمنا وصاحبه خبر السحيم من قدّمنا ، ولم يتحقق ما ذكر في الشرح لا بذكر ولا طلب ، والأمر في هذا يهون جهله ومعرفته لأن معرفة الحال تغني جواز الرواية عن الاسم.
المسألة الثانية
عن حديث حذيفة لما أهوى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى يده ليدعم عليها فيحبسها حذيفة بأي لفظ هو؟
اعلم : أنه في نسخة علوم آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالحاء معجمة من أعلا ولا وجه له والوجه بحبسها بالجيم معجمة من أسفل ، ولهذا جعل صلىاللهعليهوآلهوسلم في مقابله أبرز ذراعك فإن المسلم ليس ينجس فدعم عليها وأنها لرطبة الحديث.
تمّ وبالله التوفيق فله الحمد كثيرا بكرة وأصيلا
* * *