[فصل في تعيين العترة الطاهرة]
ومن إملائه عليهالسلام فصل مذهبنا أن عترة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم هم علي وفاطمة والحسن والحسين وأولادهما في جميع الأعصار سلام الله عليهم جميعا.
والدليل على ما ذهبنا إليه الإجماع فإن الناس لم يختلفوا في كونهم عترة الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنما الخلاف فيمن سواهم من أقاربه هل يضمون إليهم أم لا؟ والإجماع حجة على ما نذكره من بعده ولأن كونهم عترة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم معلوم ، وكون غيرهم مشكوك فيه ولا يجوز العدول عن المعلوم إلى المشكوك فيه لغير دلالة ، ولا دلالة على ذلك فوجب الاقتصار على المقطوع به من ذلك.
ومما يزيد ذلك ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه جمع عليّا وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام تحت كساء فجاءت أم سلمة رضي الله عنها لتدخل معهم فدفعها وقال : «لست منهم وإنك لعلى خير» ثم قال : «اللهم إن هؤلاء عترتي أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» (١) فنزل قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب: ٣٣] ، وهذا الخبر مما ظهر ظهورا يستغنى معه عن إقامة الدليل على صحته في نفسه ، ووجه استدلاله لنا بهذا الخبر أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أفردهم بقوله : «عترتي أهل بيتي» من دون سائر أقاربه ، ولا يجوز إدخال غيرهم فيما خصهم به ، فثبت أنهم عترته وأهل بيته دون من عداهم من أقاربه فصح ما ذهبنا إليه.
__________________
(١) تقدم تخريج هذا الحديث بطرق وأسانيد كثيرة في (الرسالة النافعة).