قصدهم تفضيل ذلك ، وأجلى الأمور ما يعلم من النفوس ، فإذا كان عاصيا أجللناه لنسبته ، وأبعدناه لفعله أو مذهبه ، وإذا تباين الوجهان لم يقع تناف ولا تناقض ، ألا ترى أن رجلا إذا أحسن إلينا ثم أساء إلى غيرنا أليس قد استحق التعظيم منا والذم من غيرنا ولم يكن تناف لما اختلفت الوجوه ، ونحن ندعي في فضل أهل البيت الضرورة لأن منكره يعلم في نفسه أن لهم بالقرابة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مزية على غيرهم ، ولذلك تستعظم القبائح منهم لمكانهم ، ويشنع عليهم منكر فضلهم ولكنهم في إنكار فضلهم كما حكى الله سبحانه عن آل فرعون : (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) [النمل : ١٤] ، فأخبر بإنكارهم ظاهرا ، لما علموه باطنا ، وإذا عظمناهم لوجه واستخففنا بهم بوجه آخر لم يقع تناف ويتضاعف عقابه إلا لفضله ، وكذلك ثوابه لا يتضاعف أيضا إلا لفضله ؛ لأن الأماكن والأزمنة والمناصب لها تأثير في زيادة الثواب ، كما نعلمه في المساجد والحرم شرفه الله تعالى ، وشهر رمضان ، والجمعة ، ورجب ، وأيام مخصوصة ؛ وإجماع أهل البيت عليهمالسلام منعقد على مضاعفة ثواب مطيعهم ، وعقاب عاصيهم فتفهم ذلك موفقا.
[حول حديث من أبغض أهل البيت]
قال أيده الله : ومن ذلك قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من أبغض أهل البيت عليهمالسلام فهو لغير رشده» هل كون الولد مخلوقا على وجه دون وجه يؤثر في حصول المعصية أو انتفائها فلا جرم حينئذ في تلك المعصية لأنه لو لا خلق الله تعالى له على ذلك الوجه ما اختار المعصية ، ولو خلقه على وجه آخر لما اختارها ، وكان يكون ذلك إزاحة للعلة.