فأما الآيات فقد خصت الأرحام والأقارب ومن لا يكره ما ذكر الله سبحانه في أغلب الأحوال ، قال تعالى : (أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ) [النور : ٦١] ، يريد به بيوت عبيدكم لأنكم مالكون لملكهم ، وأكل الطعام جائز في بيوت من تقدم ذكره وإن لم يأذن إذا أذن أهله إلا أن يعلم منه كراهة فحينئذ لا يجوز فاعلم ذلك.
المسألة التاسعة عشر
عن قوله تعالى : (وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ) [المائدة : ٣] ما هي؟ وما معنى الاستقسام؟
الاستقسام هي القسمة ، والأزلام : هي قداح الميسر ، وهي عشرة قداح : الفذ ، والتوأم ، والرقيب ، والحلس ، والنافس ، والمسبل ، والمعلى ، والسفيح ، والمنيح ، والوغد ؛ فالأول منها واحد ، والثاني اثنين ، والثالث ثلاثة ، والرابع أربعة ، والخامس خمسة ، والسادس ستة ، والسابع سبعة ، والآخر لا حظ لها ، وكان عشرة رجال يجتمعون فيدفعون ثمن الجزور ، ثم يقسمونها ثمانية وعشرين جزءا ، ثم يضربون بالقداح فربما خرج لواحد واحد وأكثر كما قدمنا ، وواحد دفع الثمن ، ثم خرج بحكم هذه القداح الظالمة بغير شيء ، فنهاهم الله سبحانه عن ذلك وردهم إلى الحق والصواب فله الحمد.
المسألة العشرون
عن قوله تعالى حاكيا عن أم مريم : (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) [آل عمران : ٣٥] ، ما معنى هذا النذر؟ وعن قولها : (رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى) [آل عمران: ٣٦]؟