المسألة التاسعة في الفضل
يقع لأجل السبب أم للعمل؟ أو السبب والعمل جميعا؟
الجواب عن ذلك : أن الفضل يقع بمجموع الأمرين وبكل واحد منهما على انفراده لأنك قد تعظم الرجل لمجرد نسبه وإن لم تكشف عن علمه ولا تعلمه ولأنا نجد في نفوسنا مزية لأولاد الرؤساء على أولاد أهل المهر الخسيسة والأجناس الرديئة وإن لم نعلم عمل كل واحد ، فإن وافق السبب العمل وقع الكمال ، فإن وقع العمل [٤٨٧] ممن لا سبب له شريف وقعت النجاة وكان له فضل العمل ، وقد فسرنا ذلك في الرسالة الناصحة تفصيلا شافيا في غير موضع فمن أحب الاطلاع عليه فذلك موضعه وقد قال تعالى : (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ) [الإسراء : ٥٥] ، فالمراد بذلك فضل الأنساب لأن النبي ابن النبي ابن النبي أفضل في النسب من النبي ابن الكافر أو العبد الصالح ، ولو كان فعل العمل كان التفضيل مضافا إليهم لأنهم المفضلون لأنفسهم فتفهم ذلك لأن العامل يضع نفسه حيث يشاء ولا كذلك النسب لأنه لا يتمكن أن يضع نفسه إلا حيث وضعه الله من دناءة أو شرف.
المسألة العاشرة في الأعراض
أتقع عليها الحواس السمع والبصر وغير ذلك أم لا تقع إلا على الأجسام؟
الجواب عن ذلك : أن الحواس تقع على الأجسام وما يصح وقوعها عليه من الأعراض هو الذي يصح وقوعها عليه من الأعراض هي المدركات من الأصوات تدركها حاسة السمع وهي الآذان ، والطعوم وتدركها آلة الطعم