في أقطار الأرض شرقا وغربا ، فأما جزيرة اليمن فالأمر فيها أظهر وأشهر وهي اليوم في تهامة تنسخ وفي اليمن والحجاز لا ينكر هذا إلا مكابر ولا يجوز سبيهم ويجوز أخذ أموالهم وتملك عبيدهم وإمائهم وسفك دمائهم وهذا نكال لهم في الدنيا إن قدر عليهم وإن فاتوا كبهم الله على مناخرهم في نار جهنم.
المسألة الثانية عشر عن السيرة في الأراضي الصلحية والخراجية والعشرية؟
الجواب عن ذلك : أن هذه مسألة طويلة الفروع واسعة الشسوع وإنما نذكر منها طرفا.
الصلح على وجهين ، صلح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وصلح القائم بعده ، فصلح رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم كصلح نجران بمائتي أوقية وعشرين أوقية من الذهب ومائتي حلة كل حلة ثوبان ، أربعمائة ثوب ، قيمة كل ثوب عشرون درهما وعارة ثلاثين درعا وثلاثين بعيرا وثلاثين فرسا إلى والي اليمن ونزل الرسل عشرين يوما وقد تغير ذلك لضعف أهلها واستحالة حالها وقد صالحهم الهادي عليهالسلام في عصره في زرائعهم وثمارهم صلحا رأينا إقراره لأنا أنزلناه منزلة الحكم ولم ننزله منزلة الفتوى بالتسع ونصف التسع على ما ذلك معروف وأرض العشر وبلاد الأعاجم وهي نصفية قياسا على فعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في خيبر فيما خلا السيف والنطاة والكتيبة وناعم والسلم (١) ، وبلاد العرب كلها عشرية من جعر أبي موسى إلى عمان إلى المشارق إلى صدر آيلة فإنها عشرية منّة من الله ورسوله على العرب برسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ونحن نجمع بين الخراج والعشر على المسلمين وصلح القائم من عترة رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم على قدر ما يوجبه الحال يزيد وينقص وليس فيه تقدير معلوم بل على ما يوجبه الحال
__________________
(١) حصون في خيبر.