طول الله مدته : أنه التقى برجل فناظره قال : فاحتججت عليه بآية من كتاب الله محكمة ، والشريف أعرف من رأيت بكتاب الله سبحانه فقال لي المطرفي : يا شريف ما تقول في قوله الله تعالى : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) [المائدة : ٦٤] ، محكم أو متشابه؟ قال : قلت : بل متشابه ، قال : فآيتك يا شريف متشابهة. قلت : ما الطريقة الرابطة بينهما؟ فقلت له يا شريف : هم لا يعرفون الطريقة الرابطة ، قال : فما أصبرك عليهم ، قلنا : عدمنا من يمضي الأحكام ، فالحمد لله الذي بلغنا نفاذها ، وجعلنا ولاتها ، وهذا لم يكن أتى في عرض وإنما غرض ، والفعل لا يخلو إما أن يصح فيه القصد بأن لا يكون جنس الفعل أو لا يصح ، فإن صح فيه القصد فلا يخلو إما أن يقصد أو لا يقصد ، فإن قصد فهو فعل العالم المميز ، وإن لم يقصد فهو فعل الساهي والنائم والجاهل ، والباري يتعالى عن الجهل والسهو والسنة والنوم ، وقد قال الهادي عليهالسلام : أولا ترى أن الفاعل لما لا يريد ، جاهل مذموم من العبيد ، فكيف يجوز أن يقال بذلك في الله الواحد المجيد ، فانظر إلى هذا المدعي للإسلام إلى أين أوصله نظره.
المسألة العاشرة [في المنافع والمضار]
قال : هي شيء خلقه الله في العالم ينفع ويضر أم لا؟ وعلمهم المنافع وجنبهم المضار ، وهل نفع الباري سبحانه بما ينفع أو بما لا ينفع؟ فإن يقع بما ينفع فقد كان ينفع ، وإن يقع بما لا ينفع كان خلقه له أولا عبثا ، قال : وما معنى قولك : هل خلقه الأول؟ فالسؤال بحاله أو مع العوض فالجسم أولى بالنفع من العرض ، وإنما قولك يقع به خدعه.
الجواب عن ذلك : أن خلق الله ينقسم إلى متحيز وغير متحيز ، فالمتحيز ينقسم إلى جماد وحيوان ، فالحيوان ينفع ويضر باختياره ولا بد من الحياة والقدرة وهو فاقد العقل إلا المكلفين منهم فأفعاله لا حكم لها ، والجماد لا فعل له عند جميع الموحدين.