المسألة الحادية والأربعون
عن قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) [البقرة: ٢٦] ، والمعنى في ذلك : إن الكفار ومن ينكر الحكيم ينفي عنه سبحانه خلق المنفرات كالثنوية ومن يقول بقولهم ، فيبين سبحانه أن ذلك خلقه ، وأنه لا يستحي من التمثيل بالبعوضة ؛ لأن فيها من أنواع الخلقة والتوصيل والتفصيل لا يقدر عليه إلا القادر لذاته ومن تجب عبادته.
المسألة الثانية والأربعون [في قراءة القرآن]
هل رأي مولانا عليهالسلام في قراءة القرآن كرأي السيد المؤيد بالله (١) قدس الله روحه في جواز القراءة والكتابة على غير طهارة أم لا؟
الجواب عن ذلك : أنا كنا فيما تقدم نرى المنع عن ذلك ، ثم صرنا الآن نرى جوازه ولا نمنع منه ، ونحمل قوله تعالى : (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) [الواقعة : ٧٩] ، من دنس الشرك والحيض والجنابة وعبادة غير الله تعالى فاعلم ذلك موفقا.
__________________
(١) هو : الإمام المؤيد بالله أبو الحسين أحمد بن الحسين بن هارون بن الحسين الهاروني ، الحسيني ، مولده ، بآمل (طبرستان) ، وبها نشأ وترعرع وتأدب في صباه ، وبرع في العلوم وعرفه الناس عالما في النحو واللغة جامعا للحديث ناقدا دراية ورواية ، وبرز في فكر آل البيت وشيعتهم ، إضافة إلى معرفة وإلمام بما عند غيرهم ، وتقدم في علم الكلام وأصول الفقه والأدب والشعر ، وكان قمة في التقوى والورع والزهد والتواضع والحلم والعدل والشجاعة ، نهض داعيا إلى الله خارجا على الظلمة سنة ٣٨٠ ه ، وفشلت حركته فخلصه (الصاحب بن عباد) من انتقام بني بويه ثم عاد مرة أخرى فقام بالإمامة وبايعه أهل الجيل والديلم فاستتب له الأمر فترات ، وخرج من يده فترات ، وخاض حروبا ، وتغلب على (هوسم) ثم عاد إلى (الري) ومكث (بآمل) في كر ، وفر ، وجهاد طويل حتى توفاه الله يوم عرفة سنة ٤١١ ه ، ومناقبه كثيرة ، وقد خلف الكثير من المؤلفات التي تدل على قدم راسخة في العلم ، ومن مؤلفاته (شرح التجريد) في الفقه (خ) ، (كتاب النبوة) (مطبوع) ، كتاب (الإفادة) (خ) في الفقه ، كتاب (الزيادات) (خ) ، (الأمالي الصغرى) طبعت ، و (سياسة المريدين) في الزهد طبع. انظر عن مؤلفاته ومصادر ترجمته : أعلام المؤلفين الزيدية وفهرست مؤلفاتهم ترجمة رقم ٧٢.