[قرن الأحوال]
ورابعها : سأل أيده الله عن القول في شرح الرسالة الناصحة دل على حدوث قرن الأحوال؟ قال أيده الله : والأحوال هاهنا عبارة عن الصفات فكيف اقترنت بها الأجسام وليست الصفات أشياء فيصح فيها حدوث أو قدم؟
الجواب عن ذلك : أن المقارنة بين المعاني والأجسام والأحوال مقتضيات عن المعاني وسمى المعاني أحوالا توسعا لما كانت دالة عليها ، ومثل ذلك شائع ، ولهذا فإنه جوز في الشرح ذكر المعاني ، وجعلها الدليل ، ويبني القول عنها ؛ وإنما الصفات كالمعبرة عنها بلسان الحال ، فاعلم ذلك موفقا.
[الجدلي]
وخامسها : سأل عن الجدلي ما هو وما معناه؟
الجواب : أن الجدل هو ما تقطع به خصمك بما سلمه وإن كان لا يوصلك إلى العلم ، كما أن المطرفي يخص فعل العبد في حركة وسكون ، ونحن نقول فعل العبد سواهما ، فإن قال : لا. قلنا : أخبرنا : الألم بحركة أو سكون؟ أو كل الفعل أو بعضه؟ فإن كان سكونا بطل بضده ، وكذلك إن كان حركة ، ويقول : هل العلم حركة أو سكون؟ وهل الجمع ، وهل التأليف ، وهل الظن ، وهل الإرادة وكل شيء من هذا نقطعه ولكنه لا يوصل إلى العلم ، وإنما يوصل إليه الدليل العلمي.