لغرض وبيان ، ويراد بها القدرة كما يقال : هذا أمر عظيم أي : قدرة عظيمة ، ويراد بها الحال والجاه كما يقال : أمر فلان عظيم أي : جاهه وحاله ، ويراد بها الخطب المهم ، وكما يقال : أمرهم شورى بينهم أي : خطبهم وشأنهم ، ويراد الصيغ المخصوصة صيغة أفعل أو لتفعل على شرائط ، والخلق على المعنيين الذين قدمنا فلذلك فرق بينهما ، وليس بينهما دليل على ما زعمه السائل من قدم القرآن وأنه غير مخلوق بمعنى محدث.
وأما ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من قوله : «القرآن كلام الله ومن قال مخلوق فهو كافر» فهذا الخبر غير صحيح ، فإن صح فالمراد غير مكذوب ، فمن قال : إنه مكذوب فهو كافر ، ولا شك في ذلك عند الجميع ، ويدل على حدوثه قوله : إنه كلام الله ؛ لأن الكلام فعل المتكلم ، والمتكلم متقدم على الكلام ، وما تقدمه غيره فهو محدث ، فتفهم ذلك موفقا.
مسألة [في الصحابة]
قال أرشده الله : قالت الزيدية وروافض الشيعة : إن الصحابة ضلوا وأضلوا الأمة في أمر الإمامة ولولاهم لما كان القتل بين أمة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى يومنا هذا بتقديمهم أبا بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان. قال : وإن عليا بزعمهم كان أحق الخلق بالإمامة بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم ولديه ثم من صلح من أولاد فاطمة عليهاالسلام. قال : وهذا من أعجب أمورهم حيث أجمعت الأمة على بيعة أبي بكر ، وبايع علي على رءوس الأشهاد ، ولا تخلو هذه البيعة لأبي بكر إما أن تكون بيعة حق فهو قولنا ، أو بيعة باطل فقد بايعهم على الضلالة ورضي بها وهو بزعمهم معصوم من الزلل والضلال ، ولو طلب عدو لعلي إسقاط منزلته لم