عليهم ذلك بما بين أن البر التقوى ، وطاعة الملك الأعلى ، واتباع أمره ، وليس هو في جهة مخصوصة جزء من مشرق أو مغرب.
المسألة الرابعة والثلاثون
عن قوله تعالى : (لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها ...) الآية [البقرة : ١٨٩]؟
الجواب عن ذلك : أن قريشا ومن تابعها كانت قد أحدثت في الحج أمورا غير شرع إبراهيم عليهالسلام منها : أنهم لا يقفون في عرفة ، ولا يطوفون إلا في باب الحرم ، ولا يدخلون البيوت في وقت الإحرام من أبوابها بل يتسورون من ظهورها ، ويسمون نفوسهم الحمس والحمس الشدة وربما خطب الرجل إليهم فيقولون : لا نزوجك إلا أن يكون ولدك من أنبت حمسيا فيعقدون على ذلك ، فلما جاء الإسلام شرفه الله سبحانه أبطل ذلك ، فكان رجل بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، من الأنصار ، أمه قرشية في الحج ، فقال له الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : أدخل تريد بيتا. فقال : يا رسول الله إني حميس. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : وأنا حمسي يريد قرشيا ، ثم دخل من يديه فتبعه الرجل ، ونزل القرآن الكريم بإبطال ذلك.
المسألة الخامسة والثلاثون
عن قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً) [البقرة : ٢٣٤ ، ٢٤٠]؟
الجواب عن ذلك : أن هذه الآية منسوخة بأربعة أشهر وعشرا.