السلام كان أحب إليها من نسب أولاده لما كان قد ظهر من صلاحه عليهالسلام ، والحديث في كل سبب ونسب ، وفي حديث آخر زيادة وهو : «كل سبب ونسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ـ وفي الزيادة ـ وصهري» (١) ومن ذلك علي بن الحسينعليهالسلام أقعد إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، معنى القعود : أن يكون أقرب بأب أو أبوين إلى الجد الأول ، وهذا مما يناقش فيه العارفون من أهل هذا البيت ، قال أحدهم : والله لو أعطيت بقعودي من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الدنيا بما فيها ما قبلت. يريد بقربي إليه بجد أو جدين ؛ ولكم يا أولاد المطهر في هذا الباب النصيب الأوفر ، لأنكم اليوم أقربنا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنما أنساكم وسواكم هذا الحال مذهب أهل الضلال ، الذين نفوا الشرف بالفضل ، وأنكروا حرمة قرابة الأهل ، فنعوذ بالله من حالهم ونسأله أن يعجل عليهم نزول حكم أفعالهم ، ونصلي على النبي وآله فليس نسب علي بن الحسين عليهالسلام من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مثل نسب أولاده لأن القرب كلما التصق كان أفضل ، ولكل فضل ، وبعضه فوق بعض فاعلم ذلك موفقا.
[الهادي وأسر ولده المرتضى]
والثاني عشرة : سأل أيده الله : عما روينا في الشرح من تأخر الهادي عليهالسلام عن ولده المرتضى لدين الله عليهالسلام يوم أسره ، وعن أصحابه رضي الله عنهم وذكر أيده الله أن للهاديعليهالسلام في ذلك شعرا موجودا
__________________
(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٢ والطبراني ٣ / ٣٦ ، ١١ / ٢٤٣ والبيهقي ٧ / ١١٤ ، ٧ / ٦٣ ، ٦٤ ، وهو في كنز العمال بأرقام (٣١٩١٤ ، ٣٧٥٨٦ ، ٤٥٧٧٣) وفي تفسير ابن كثير ٥ / ٤٨٩ ، والقرطبي ٤ / ١٠٤ و ١٤ / ٢٣٠ ، وفي حلية الأولياء ٢ / ٣٤ والبداية والنهاية ٧ / ٨١ وفي عشرات المصادر من كتب القوم ، أما في كتب الشيعة فمصادره كثيرة. وانظر موسوعة أطراف الحديث النبوي ٦ / ٤٣٠.