الجواب عن ذلك : أن نقول مستقيم ؛ أما أنه لا يجوز تراخي معلولها عليها فلأنه لو جاز خرجت عن كونها علة فيه وذلك لا يجوز ، وكان لا ينفصل وجودها عن عدمها لأن دليل وجودها ظهور معلولها ، وما أدى إلى أن لا ينفصل وجود الشيء عن عدمه قضى ببطلانه ، وأما وجوب تقدمها عليه وإلا لم تكن علة فيه فمستقيم ، والمراد تقدم الذات لتكون مؤثرة في الحكم لا تقدم الزمان ، فيجوز التراخي ، فيتناقض القول كما ذكرت في حركة الأصبع وحركة الخاتم فإن حركة الأصبع متقدمة على حركة الخاتم ، تقدم الذات لا الزمان.
[الرياح]
وثالثها سأل أيده الله : عن الرياح حركات متداركة فعلى هذا هي عرض لا جسم؟
الجواب عن ذلك : أنها حركات في أجسام الهواء ما كان كذلك سمي رياحا ، والحركة وحدها لا تكون رياحا ، والأسماء لا ينكر تعلقها بالأمور على وجوه ، ألا ترى أن الإنسان مجموع أجزاء كل جزء منه على الانفراد لا يسمى إنسان فإذا اجتمع أطلق عليه اسم الإنسان ، ألا ترى أنك لو وجدت أعضاء متفرقة لأضفتها إلى الإنسان ، فما الإنسان والحال هذه نقول : هذا رأس إنسان ويد إنسان حتى تأتي على جميع الأعضاء ، فما الإنسان والحال هذه إلا مجموع هذه الأعضاء ، كذلك الرياح اجتماع الحركات في الهواء فإن سكن رجع إلى الاسم الأول وقيل هواء.