للحساب ، المؤمن يحاسب حسابا يسيرا ، والكافر عسيرا ، فإذا كان ذلك نجى الله الذين اتقوا وترك الظالمين فيها جثيا ؛ لعظم الخطب فيبعث عليهم عنقا من النار مثل السيل فتجترفهم كما يجترف السيل الغثاء فيرمى بهم في النار ؛ روينا ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه.
المسألة التاسعة والثلاثون
عن قوله تعالى : (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ) [الأنعام : ١١٠]؟
الجواب عن ذلك : أن يجعل أعلى الفؤاد أسفله نوعا من أنواع النكال ويقلب البصر عن جهة الإصابة لمثل ذلك ، فالمراد به الخذلان لاستحقاقهم ذلك حتى لا يرى رؤية تنفعه فلا ينكر نكرا يصلحه.
المسألة الأربعون
عن الآية التي ذكر فيها : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) [البقرة : ١٠٢] ، ما يريد بهذه الآية؟ ومن المراد بها؟
الجواب عن ذلك : أن هذه الآية أنها في قصة الملكين ببابل وما حكى الله فيهما ، وقد كثر كلامهم في ذلك ، ولسنا نصححه والمراد بالآية النفي عندنا لما حكاه الناس وكلما ذكره تعالى فهو على وجه الحكاية عمن ذكره ولا صحة لشيء منه ، وحكى سبحانه أن عندهم أن من فعل ذلك فلا نصيب له في الآخرة ولا خلاق.