جهة الإجلال والتعظيم على سبيل الدوام ؛ وهذا لا يصح في حال التكليف؟
الكلام في ذلك : أن المراد بالأعمال هاهنا ما يكون في مقابلته العوض ، ووصوله يصح إلى من يستحق الإجلال ومن لا يستحقه ؛ لأن حد العوض النفع المستحق لا على جهة الإجلال والتعظيم ؛ فمن أراد ذلك ولم يكن له في الآخرة نصيب جاز أن يوفيه الباري تعالى ما يستحق من ذلك لأنه محدود خلاف الثواب فإنه لا نهاية له ، ويقارنه الإجلال والتعظيم. والبخس هو النقص ولا يجوز أن يبخس سبحانه أحدا من ما يستحقه ، لأنه واجب العدل لحكمته ، ويجوز أن يوفيه تعالى العوض في حال التكليف لأنه بمنزلة أروش الجنايات ، وقيم المستهلكات فخالف الثواب.
مسألة [في دعاء الصحيفة وصلاة التسبيح]
فيما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في دعاء الصحيفة من أن من دعا به كان له من الثواب مثل ثواب أربعة من الملائكة ، وأربعة من الأنبياء صلوات الله عليهم مع أنه قد ثبت أن ثواب النبي لا يساويه ثواب من ليس بنبي فضلا عن أربعة أملاك وأربعة أنبياء ، وكذلك ما روي في صلاة التسبيح (١) من غفران الذنوب
__________________
(١) في (الجامع الكافي) قال محمد : صلاة التسبيح أربع موصولة لا يسلم إلا في آخرهنّ. وجائز أن يصليهنّ بالليل والنهار ما لم يكن وقت نهي عن الصلاة فيه. قال : «روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال لعمه العباس ولجعفر بن أبي طالب ـ رضي الله عنهم ـ في صلاة التسبيح : وهي أن تقرأ فاتحة الكتاب وسورة معها ثم تسبح خمس عشرة مرة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ثم تركع وتسبح بها عشرا ، وإذا رفع رأسه من الركوع عشرا ، وإذا سجد عشرا ، وإذا رفع رأسه من السجود عشرا ، وإذا سجد الثانية : عشرا ، وإذا رفع من السجود عشرا فيكون ذلك خمسا وسبعين في كل ركعة. قال : وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فلو كانت ذنوبك مثل عدد نجوم السماء ، وعدد قطر الماء ، وعدد أيام الدنيا ، وعدد رمل عالج لغفرها الله لك. تصليها في كل يوم مرة واحدة ، قال العباس ـ رحمهالله تعالى : ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال : فصلها كل يوم جمعة ، قال : ومن يطيق ذلك؟ قال : فصلّها في كل شهر مرة ، قال : ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟ حتى قال : فصلها في عمرك مرة واحدة» ، وهذا الخبر في كتاب (الذكر) لمحمد بن منصور المرادي ـ رحمهالله تعالى ـ باختلاف يسير في اللفظ من زيادة ونقص وتقديم الحمد لله على سبحان الله. انظر الاعتصام ٢ / ١٠٣ ، ١٠٤ تجد أحاديث أخرى.