بيعها وزراعتها إن رأى ذلك صوابا ورأى فيه للمسلمين صلاحا وللدين تقوية ، وقد خرب إبراهيم بن موسى بن جعفر عليهالسلام سد الخانق بصعدة (١) وكان عليه من الحضائر والبساتين ما يجل ويعظم فهلكت الأموال دهورا طويلة وهو داعية محمد بن إبراهيم عليهالسلام في أرض اليمن ، وصاحب حروبه ، ومنفذ وصيته في هلاك القبائل التي في اليمن تبغضنا أهل البيت ونبغضها وتلعننا ونلعنها ، وهي بنو الحارث بن كعب بنجران ، وبنو شهاب ، وقبيلة أخرى ذهب عني تعيين اسمها ، واليعربيين بصعدة ، واللغوبيين بريدة ، والأبارة بظهر ، ويافع بالشرف ، فأما ما وطي باليمن نجران وأوقع بني الحارث ، فقتل : ثمانمائة راكب ، ونافع بالشرف ثمانمائة وأجلا قبيلتي صعدة هلك بقيتهم بحيدان ، وكذلك صنع في سائر القبائل أفناها إلا القليل ، وكان رحمهالله من أعيان العترة وصالحها ، وهذا أمر عرض أعني ذكر القبائل وإيقاعه بها وفيه غرض وهو معرفة أهل هذا البيت الشريف بأصول عداوتهم من أهل اليمن ، فلا يستكثروا ما يصل منهم ، ولا يستقلوا ما يصل إليهم ، والحديث ذو شجون فهذا ما توجه لنا من الفرق بين الأراضي وسائر الأملاك وهو ظاهر بحمد الله لمن تأمله.
المسألة الثانية [في الجناية]
قال أيّده الله : في رجل قطع يد عبد ثم أعتقه مولاه ثم مات عن القطع ما الحكم في ذلك؟
الجواب : أن عليه قيمة العبد لمالكه ؛ لأن توابع الجناية في حكم الواقعة عندها ، وعلة الحكم وصفان ابتداء السبب ووقوع المسبب بدليل أنه لو مات
__________________
(١) الخانق : واد في بلاد صعدة لسحار ووادعة ، والخانق يمر به سيل سعوان إلى الروضة ، والمقصود هنا سد الخانق الأول وهو سد جاهلي.