خلف الهادي عليهالسلام ، فلما رأى ذلك ثنى رحله للنزول ، فقال الطبريون رحمهمالله : ما تريد؟ قال: أقاتل معكم حتى نموت جميعا. قالوا : هذا أمر طلبناه فوجدناه ، ولك بنا من المسلمين عوض ، وليس للإسلام عنك عوض ، وقال له المرتضى عليهالسلام : أيها الإنسان إنك اليوم إن قتلت انهد ركن الإسلام ، وإن قتلنا فإن الله يعيضك بنا مثلنا أو من هو خير منا. فقالعليهالسلام : أفارقكم والله فراق غير صاخ بفراقكم ؛ وتأخر نظرا للإسلام وتحريا لمصلحة الدين ، لا جبنا ولا فشلا ، والقوم يطعنونه برماحهم وينحيها بسوطه لأن رمحه كان قد فات ، وكان عمر الرمح في يده صلوات الله عليه قصير ، فقال له بعض أصحابه : يا سيدي سل سيفك. فقال : ما كنت لأسله إلا أن أضرب به ، وفرقت الهزيمة الناس ، وكان المرتضى عليهالسلام في خيل فوثب فهوى ، فقصر مهره لضعف كان فيه ، فصعق به المكان وصاحبه كانت فيه غشى منها ، وأسر معه محمد بن سعيد رحمهالله في جماعة وشعر الهادي عليهالسلام على أنه لم يعلم به ولو كان في جهته فكذلك كانت الحال ، ولو كان في جهته لم يسلمه ، وكان يفعل ما قال ؛ لأنه لا يتهم في قوله عليهالسلام ، فعذره عليهالسلام حق ، فأما أنه أسر في يوم آخر فهذا ما لم يقل به أحد من أهل المعرفة ، وإنما عند الجهال الشيعة الذين عزلوا نفوسهم عن مراس الحرب ، وتفرغوا للطعن على أئمة الهدى ، إن الإمام لا ينهزم ولا يتأخر عن مقامه ولا يجوز له ذلك ، وهم لا يعرفون الآثار ، ولا باشروا الحال ، فتعلموا أحكام المحال ، وتصرف النزال في انحياز النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى شعب أحمد :
فلولا صعود الشعب عاود أحمد |
|
ولكن نجى والسمهري شروع |