ثم إنه قد يكون الإجماع تقليديا وتشبيها ، وذلك لأن الإجماع كان شائعا بين العامة ، وكانت الخاصة جامدين على نصوص الأئمة ، ولذا سموا بالمقلّدة لدى العامة في أوائل الغيبة الكبرى ، فادعى الإجماع أعلام تلك العصور حتى في المسائل التي تكون النصوص فيها كثيرة ، لمصلحة التشابه مع العامة ، وإزالة مثل هذه الأسماء عن أنفسهم ، وهذا الوجه كثير في الإجماعات التي ادعاها الشيخ رحمهالله.
ويمكن زيادة قسم آخر من الإجماع ، وهو (الإجماع الاحتفاظي) حيث أن العامة تشتت إلى مذاهب كثيرة بما تجاوز التسعين ، كما لا يخفى على من راجع التواريخ ، ثم استقرت مذاهبهم على الأربعة المعروفة بأمر من خليفة ذاك الوقت وكان أعلام فقهائنا قدس سرّهم متوجهين إلى هذه الجهات ، فادعوا الإجماع في كل المسائل مع وجود الدليل ، اهتماما ببقاء وحدة المذهب وعدم تشتته ، ثم لما رأوا أن هذا الأمر يضرّ بهم من جهة اخرى ، كما قال أبو عبد الله عليهالسلام في خبر أبي خديجة : «أنا ألقيت الخلاف بينهم لئلا يعرفوا فيؤخذ برقابهم» ادعوا الإجماعات المعارضة لإلقاء الخلاف حفظا لدماء الشيعة ، وليسمّ الأول (الإجماع الاحتفاظي) ، والأخير (الإجماع الاختلافي) أي لأجل إيجاد الخلاف لمصالح شتى كما لا يخفى ، ويأتي في بحث الشهرة بعض ما ينفع المقام أيضا.
ثم إنه لو علم أحد الوجوه الماضية بالقرائن فهو ، وإلا فالظاهر تردده بين الخامس والسادس ، ولا بد في تعيين أحدهما من ملاحظة القرائن وهي مختلفة بحسب الموارد.
نقل الإجماع :
نقل الإجماع .. تارة : يكون من نقل السبب فقط ، كما إذا سرد أقوال الفقهاء تفصيلا أو نقلها إجمالا بألفاظ مختلفة.