وأطعنا » . وليس في الرّواية أنّهم قالوا : سمعنا وأطعنا بعد [ أن ] أمرهم النبيّ صلىاللهعليهوآله بهذا القول.
ومنها : في سورة آل عمران ، قوله تعالى : ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ﴾(١) .
عن العيّاشي : عن الصادق عليهالسلام أنّه سئل عنها ، فقال : « منسوخة » . قيل : وما نسخها ؟ قال : « قول الله : ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾(٢) .
ومن طرق العامّة : عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال : لمّا نزلت [ هذه ] الآية ، شقّ ذلك على المسلمين ، لأنّ حقّ تقاته أن يطاع فلا يعصى طرفة عين ، وأن يشكر فلا يكفر ، وأن يذكر فلا ينسى ، والعباد لا طاقة لهم بذلك ، فأنزل الله تعالى بعد هذه : ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ ونسخت هذه الآية أوّلها ، ولم ينسخ آخرها (٣) .
أقول : المراد من قوله : « والعباد لا طاقة لهم بذلك » هي الطاقة والقدرة العرفيّة ، وهي عدم العسر والحرج في العمل مع بقاء القدرة العقليّة ، فيكون حاصل كلامه أنّ الله أمر عباده بالتّقوى التي فيها العسر والحرج ، ثم خفّف عنهم بأن أمرهم بالتقوى التي استطاعوها بالاستطاعة العرفيّة ، وهي ما لا حرج فيه ، فلم يكن في المنسوخ التكليف بغير المقدور حتّى يستدلّ به على جوازه ، كما ذهب إليه المشهور من أهل السّنّة.
ومنها : في سورة النساء ، قوله تعالى : ﴿وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً﴾(٤) .
عن الصادق عليهالسلام أنّه سئل عن هذه الآية ، قال : « هي منسوخة » . قيل : كيف كانت ؟ قال : « كانت المرأة إذا فجرت فقام عليها أربعة شهود ، ادخلت بيتا ولم تحدّث ولم تكلّم ولم تجالس ، واوتيت بطعامها وشرابها حتّى تموت أو يجعل الله لهنّ سبيلا » ، قال : « جعل السبيل الجلد والرّجم » (٥) .
وعن العيّاشيّ : عنه عليهالسلام : « هي منسوخة ، والسبيل [ هو ] الحدود » (٦) .
وعن القمّي رحمهالله فيها وفي الآية التي بعدها : ﴿وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً﴾(٧) .
__________________
(١) آل عمران : ٣ / ١٠٢.
(٢) تفسير العياشي ١ : ٣٣٣ / ٧٦٠ ، والآية من سورة التغابن : ٦٤ / ١٦.
(٣) تفسير الرازي ٨ : ١٦١.
(٤) النساء : ٤ / ١٥.
(٥) تفسير العياشي ١ : ٣٧٧ / ٩٠٣.
(٦) تفسير العياشي ١ : ٣٧٧ / ٩٠٢.
(٧) النساء : ٤ / ١٦.